حذرت قوى المعارضة الجزائرية، الخميس، من مغبة إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل المقبل، معتبرة أنها "تمثل خطرا في ظل الظروف الحالية"، في دعوة ضمنية إلى تأجيلها.
وأصدرت قوى المعارضة بيانا بشأن مشروعها السياسي، في ختام اجتماعاها في العاصمة الجزائر، نددت فيه بـ"تجاهل السلطة لمطالب الشعب الجزائري"، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تشهدها البلاد رفضا لترشح الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
وفي الوقت ذاته، أكدت هذه القوى رفضها الشديد لـ"أي تدخل أجنبي بشؤوننا الداخلية"، منددة "بكل أشكال التضييق على وسائل الإعلام".
وقال رئيس الوزراء الجزائري الأسبق رئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، خلال الاجتماع : "إجراء الانتخابات القادمة في ظل الظروف الحالية ووفق الإطار القانوني الحالي يمثل خطرا على استقرار البلاد ووحدة الأمة"، مشيرا إلى أهمية تهيئة المناخ والإطار القانوني تمهيدا لانتخابات تكون فيها للشعب حرية الاختيار.
وتابع: "إننا لا بد أن نضمن للجزائر قدر مستطاعنا أن تسير في الطريق الذي يخرجها ظلمات التسلط والنعترية السياسية وإيصال الكلمة إلى الشعب، الذي بوسعه إنقاذ الجزائر من الهموم والمصائب".
وطالبت زعيمة حزب العمال لويزة حنون، بإلغاء الانتخابات، داعية الجيش الجزائري إلى الوقوف على الحياد وتأمين البلد. وتتفق أحزاب المعارضة على رفض ترشح بوتفليقة لولاية خامسة ومقاطعة الانتخابات.
وعقد الخميس أكبر لقاء للمعارضة الجزائرية منذ بداية الحراك، وشارك به ممثلون لـ15 حزبا سياسيا، إضافة إلى 35 شخصية وطنية و4 تمثيلات نقابية.
وأبدى الحضور تفاؤلهم بأن "التوافق فيما بيننا بدأ يظهر في دعم المسيرات الشعبية ورفض ترشح الرئيس ومقاطعة الانتخابات"، كما اتفقوا على أن "عناد السلطة سيعرض استقرار وأمن الوطن للخطر".
وتشهد الجزائر احتجاجات عارمة تطالب بتوتفليقة بعدم الترشح، ولم تتوقف التظاهرات في البلاد على الرغم من إعلان بوتفليقة بإجراء انتخابات مبكرة لا يشارك فيها خلال عام، بعد فوزه في الانتخابات المقررة في 18 أبريل المقبل.
وكان بوتفليقة وجه رسالة في وقت سابق اليوم، لكن لم يتضح الوجهة التي بعثت منها.
وفي وقت سابق من الخميس، كشفت وسائل إعلام سويسرية أن بوتفليقة خرج من المستشفى السويسري الذي كان يتلقى العلاج فيه، بينما أكد مدير حملته الانتخابية أنه لا يزال في جنيف.