بينما يدوي انفجار الذخائر وتتصاعد أعمدة الدخان الأسود في آخر جيب خاضع لتنظيم داعش في سوريا في قرية الباغوز في دير الزور، لا تزال العملية العسكرية الحاسمة التي تشنها قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بطيران التحالف الدولي تسير ببطء ملحوظ، وهو ما أرجعه مراقبون إلى عدد من العوامل الميدانية.
وبعد توقف دام أسبوعين للسماح بإجلاء المدنيين من المنطقة، أستأنف مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية هجومهم الحذر للسيطرة على قرية الباغوز، والتي من شأن السيطرة عليها إعلان نهاية تنظيم داعش جغرافيا بشكل تام.
ولا يزال مئات من مقاتلي داعش يتحصنون في الباغوز، مع عدد غير معروف من المدنيين، لكن 300 من مسلحي التنظيم وعائلاتهم ومدنيين خرجوا إلى مناطق سوريا الديمقراطية، من بينهم عشرين أجنبيا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووصف مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، المنطقة التي يسيطر عليها داعش بأنها منطقة متناهية الصغر، مشيرا إلى أن إعلان هزيمة التنظيم بنسبة 100 في المئة "سوف يحدث قريبا جدا جدا".
واعتبر مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لموقع سكاي نيوز عربية أن البطء في إنجاز المهمة يكمن في طبيعة أرض المعركة، موضحا أن "التحدي حاليا يمكن في المزارع والبساتين المحيطة بالباغوز، فهناك أنفاق كثيرة مفخخة وألغام تلزم الحذر في التعامل معها".
وأضاف عبد الرحمن أن التحالف الدولي "يريد القبض على بعض الشخصيات في التنظيم أحياء، بالإضافة إلى الخوف على حياة الأسرى، ومن بينهم غربيين".
هدنة مرتقبة
وكان المرصد السوري قد أفاد بتراجع وتيرة القتال في منطقة مزارع الباغوز خلال الساعات الأخيرة، عقب قتال عنيف دار بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي من جانب، ومن تبقى من عناصر تنظيم داعش من جانب آخر، على محاور في منطقة مزارع الباغوز التي لا يزال يتوارى فيها من تبقى من الأخير.
ونقل المرصد عن مصادر متعددة أنه من المتوقع أن تشهد الساعات المقبلة وقفاً للقتال في هدنة لنقل الجرحى وتسليم عناصر من التنظيم لأنفسهم وإخراج من تبقى من عوائل عناصر التنظيم والمدنيين المتبقين في المنطقة إن وجدوا، نحو مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وتترافق الاشتباكات العنيفة مع عمليات قصف بري وجوي من قبل التحالف الدولي وقسد، وسط استهدافات متبادلة على محاور التماس بين الجانبين، أسفرت عن سقوط خسائر بشرية مؤقتة.
وذكر المرصد أن قوات سوريا الديمقراطية تقوم بعمليات تمشيط حذرة أيضا خشية الكمائن المفخخة التي نصبها التنظيم لوقف تقدم القوات.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي قوله إن المعركة "ستنتهي قريبا"، مشيرا إلى توغل القوات توغلت من جبهتين داخل الجيب الصغير في الباغوز بأسلحة متوسطة وثقيلة.
وبحسب المرصد، تواصل طائرات التحالف الدولي تحليقها في سماء المنطقة، وتراقب عن كثب تحركات عناصر التنظيم، حيث يسعى التحالف لمنع عودة داعش مجددا إلى المناطق المحررة.
وتؤكد بعض شهادات الخارجين من مناطق التنظيم أن مقاتلي داعش باتو "يلفظون أنفاسهم الأخيرة".