أصبحت هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في آخر جيب يسيطر عليه شرقي سوريا وشيكة، وذلك مع مغادرة قافلة مدنيين المنطقة المحاصرة، بينما قالت قوات سوريا الديمقراطية إن المتشددين الباقين يريدون القتال حتى الموت.
وغادر أكثر من ألفي مدني قرية الباغوز في قافلة شاحنات، في حين شوهدت طائرات التحالف تحلق في الأجواء، بينما سمع دوي المعارك بشكل متقطع في المنطقة التي تحاصرها قوات سوريا الديمقراطية بشكل كامل.
وأشار مسؤولون في قوات سوريا الديمقراطية وآخرون أميركيون، إلى أن وجود المدنيين في الباغوز، التي تعرضت لضربات جوية ليلة الثلاثاء، يبطئ وتيرة تقدم القوات.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي: "حتى الآن الإرهابيون المتحصنون بالداخل ما زالوا يراهنون على الحسم العسكري".
وأضاف: "قواتنا صرحت منذ البداية أنها أمام خيارين. إما الاستسلام دون قيد أو شرط أو أن تمضي المعركة إلى نهايتها"، وفق ما نقلت "رويترز".
وأوضح أن "قوات سوريا الديمقراطية ليست متأكدة مما إذا كان بعض مسلحي التنظيم قد غادروا الباغوز مع المدنيين، لكن قوات الأمن تفحص هوية كل من يغادرون".
وبيّن أن قوات سوريا الديمقراطية تعمل على إجلاء بعض المدنيين الباقين في الباغوز، وقال: "لا نستطيع اقتحام الباغوز دون التأكد من إجلاء كامل المدنيين".
وتعتبر القرية الواقعة على الحدود العراقية آخر أرض يسيطر عليها التنظيم الإرهابي في منطقة وادي الفرات، حيث أشار التحالف إلى أن "أشد مسلحي تنظيم داعش لا يزالون في الباغوز".
خيارات الأكراد
وهددت تركيا مرارا بالتوغل في منطقة شرق الفرات، لأنها تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية، التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، "منظمة إرهابية"، وامتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا في تركيا منذ نحو ثلاثة عقود.
وفي مواجهة هذا الاحتمال، دعت وحدات حماية الشعب الحكومة السورية في ديسمبر الماضي إلى السيطرة على الجزء الواقع في أقصى غرب منطقتها قرب مدينة منبج، كما تسعى الوحدات إلى مفاوضات أوسع مع الحكومة بشأن المنطقة التي تسيطر عليها الجماعة.
ودعت قوات سوريا الديمقراطية الاثنين إلى بقاء ما بين 1000و1500 من القوات الدولية في سوريا لضمان الهزيمة التامة لداعش ، في حين قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل، إنه لا يزال ينفذ أمر الانسحاب.