"إن لم تكن تابعا بشكل كامل فأنت عدو بشكل كامل"، مبدأ إيراني جديد يطبقه نظام الملالي على أرض العراق، عندما قامت قوة من ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة من طهران باعتقال وتعذيب قائد إحدى ميليشيات الحشد، لأنه وجه انتقادا للإيرانيين.
ويشير هذا التطور إلى أن الميليشيات بدأت تدخل في حلقة من الصراع الداخلي تأكل فيها بعضها البعض، وسط غياب شبه تام لحكومة بغداد عن المشهد.
واعتقلت ميليشيات الحشد أوس الخفاجي آمر ميليشيات لواء الفضل أبو العباس، في منطقة الكرادة داخل العاصمة العراقية، وأغلقت 4 مقار تابعة للواء.
وجاء الاعتقال والاعتداء على الخفاجي بعدما أشار بأصابع الاتهام إلى إيران وجهات موالية لها، بالتورط في اغتيال الناشط والكاتب العراقي علاء مشذوب في كربلاء.
وفي لحظة ما، رفع الرجل سقف الانتقاد لطهران متحدثا عن ضرورة رفع السلاح في وجهها في حال شنت عملا عدائيا ضد المصالح العراقية.
والخفاجي، الذي عرض خدماته للقتال إلى جانب ميليشيات الحوثي في اليمن، ليدعم المخططات الإيرانية في هذا البلد العربي، طالما كان يعلن أن مرجعيته تتمثل بولاية الفقيه، لكن حتى ذلك لم يشفع له عندما خرج في موقف واحد وانتقد ضلوع جهات تحاول إثبات ولاءها لإيران في حادثة اغتيال ناشط مدني.
وانتقد الخفاجي نكران الجميل الذي قدمه العراق إلى زعيم الملالي الخميني، عندما آوته مدينة النجف 13 عاما، لكنه شن حربا على العراق مقابل ذلك الجميل.
وفي وقت لاحق، كشفت مصادر عشائرية عن إطلاق سراح الخفاجي، بعدما تعرض للتعذيب الوحشي، وقد جرى تحذيره بعدم المساس مجددا برموزه السابقين ومرجعياته السابقة أي النظام الإيراني، بحسب المصادر.
وتثار تساؤلات جادة بشأن غياب الحكومة عن هذا المشهد، حيث تحول العراق إلى ساحة لتناحر العصابات والصراع فيما بينها على الولاء لإيران.
ومما يزيد من القلق، أن هذه الميليشيات تكتسب وضعا قانونيا، ولديها مخصصات من الميزانية العامة للبلاد.
وتعد ميليشيات الحشد أحد الأذرع الإيرانية التي تشكلت بذريعة مواجهة تنظيم "داعش" الذي سيطر على أجزاء واسعة من البلاد قبل سنوات، من بينها مدينة الموصل عقب انسحاب مريب للجيش العراقي أمامه.
وعقب دحر التنظيم الإرهابي، سارعت الميليشيات إلى تشكيل قوائم انتخابية وأصبح لها حضور قوي داخل البرلمان، لتمتد الأيادي الإيرانية إلى الجهاز التشريعي العراقي خدمة لمصالح البلد الذي اعتمد على العصابات في توسيع نفوذه الإقليمي.