تعيد زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرانسيس، إلى دولة الإمارات، فصولا قديمة من التسامح إلى الواجهة، إذ يعود تاريخ اكتشاف أول دير وكنيسة في منطقة بجزيرة صير بني ياس إلى الفترة ما بين القرنين السابع والثامن للميلاد.
ويعود تاريخ اكتشاف أقدم مسجد في الإمارات بمدينة العين إلى أكثر من ألف سنة، وتعكس هذه الدلائل التاريخية كيف ظلت الإمارات ساحة للتعايش والتسامح منذ القدم.
وقالت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في الإمارات، نورة بنت محمد الكعبي، إن دولة الإمارات تعيش التسامح والتعايش منذ قرون ويظهر ذلك في أقدم مسجد بالدولة في مدينة العين وأول كنيسة بالمنطقة في جزيرة صير بني ياس.
وأضافت أن الإمارات قدمت للعالم مجتمعا يجمع رعايا أكثر من 200 دولة ينعمون بالعدالة والمساواة والترابط القوي، مشيرة إلى أن كرامة الإنسان في دولة الإمارات فوق كل شيء وحرية المعتقد مكفولة للجميع ودور العبادة والقوانين التي تحمي هذه الحقوق تكفل للجميع حياة يتنعم بها الجميع بممارسة قناعاتهم وواجباتهم.
ويعكس اكتشاف أقدم مسجد في الإمارات بمدينة العين والمبني بالطوب اللبن دور الدولة الحضاري منذ العصور الإسلامية الأولى في فترة الخلافة العباسية.
وعثر علماء الآثار على محرابين في الغرفة الداخلية والساحة الخارجية للمسجد وأجزاء من أواني استخدمت على الأرجح للوضوء يعود تاريخها إلى الفترة بين القرنين التاسع والعاشر الميلاديين، وبناء على هذه الاكتشافات واختبارات تحديد العمر الزمني بالكربون المشع لأحد الأفلاج المجاورة فإن هذا المبنى يعتبر أقدم مسجد معروف في دولة الإمارات.
ووصف المؤرخ وقائد فريق اكتشاف أول دير وكنيسة في جزيرة صير بني ياس، بيتر هيلير، (وصف) التسامح في دولة الإمارات بنهج الدولة منذ قرون مضت وأضاف أن تاريخ الإمارات يشهد على ذلك كما تروي جدران وحجارة أول دير بالمنطقة في جزيرة صير بني ياس الذي تم اكتشافه عام 1992 وتتوسطه كنيسة مزدانة بالنقوش والزخارف يتبعها وعلى بعد بضع مئات الأمتار مبان صغيرة كانت "قلايات" لمقام الرهبان فيها للنسك والتعبد.
وأكد هيلير في تصريح لوكالة الأنباء الإماراتية، "وام" أن اكتشاف دير وكنيسة جزيرة صير بني ياس جاء بفضل مؤسس الدولة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي وجه بتوفير كافة الإمكانات للتنقيب العلمي الدقيق عن هذا الأثر والحفاظ عليه ليكون رمزا تاريخيا وسياحيا تفخر به الإمارات.
وأضاف بيترهيلير أن الشيخ زايد وجه بالحفاظ على هذا المكان التاريخي واستكمال الأعمال لتصبح رمزا تاريخيا شاهدا على التسامح والتعايش في الإمارات .