أكد وزير التسامح الإماراتي، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن استضافة الزيارة التاريخية المشتركة لكل من البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، والإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، للإمارات تجسد نهج الدولة في إرساء قيم التسامح والتآخي على مستوى العالم، بعد أن أصبحت الدولة نموذجا في "التعايش الحضاري بفضل القيادة الرشيدة التي هي أساس تقدم ورخاء الوطن".
وأضاف أن الزيارة المهمة التي تشهدها الإمارات الأسبوع المقبل والتي وصفها ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بأنها حدث تاريخي يجمع بين اثنين من رموز السلام والتسامح في العالم اللذين يجسدان أمام الجميع بالقول والعمل قيم الإخوة الإنسانية والمحبة والتآلف ونبذ العنف، مشيرا إلى أهمية الاستفادة من المعاني المهمة في هذا الحدث الذي يجيء في عام التسامح ومنها المكانة المرموقة لدولة الإمارات على مستوى العالم.
وأوضح الشيخ نهيان بن مبارك، خلال الندوة التي نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية تحت عنوان "الإمارات وترسيخ ثقافة التسامح والتعايش محليا وعالميا"، أن هذا الحدث التاريخي يعد تعبيرا قويا عن رؤية البابا وشيخ الأزهر لدور الإمارات وقادتها المخلصين في نشر السلام والمحبة بين الجميع والتركيز على مفهوم "الأخوة الإنسانية"، وأيضا تجسيد لقناعة قوية بين البشر أجمعين بأهمية الاحتفاء بالقيم والمبادئ والأخلاقيات التي يشترك فيها بنو الإنسان في كل مكان.
وحضر الندوة رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، الشيخ عبدالله بن بيه، ومستشار الشؤون القضائية والدينية بوزارة شؤون الرئاسة، علي السيد آل هاشم، ورئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، أحمد محمد الجروان، ومدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، جمال سند السويدي، ومدير عام وزارة التسامح، عفراء محمد الصابري، والمدير التنفيذي لمركز هداية، مقصود كروز، وراعي كاتدرائية الأنبا أنطونيوس بأبوظبي، القس بشوي فخري.
وأشار الشيخ نهيان بن مبارك إلى أن هذه الزيارة التاريخية هي تعبير واضح عن القوة الناعمة لدولة الإمارات وتأكيد على دور القيادة والشعب في مجال التسامح والتعايش السلمي، وتذكرة بما يبذله الشيخ محمد بن زايد من جهد هائل وعمل متواصل في سبيل تطوير العلاقات النافعة مع أصحاب الحضارات والثقافات المختلفة، بالإضافة إلى تحقيق التواصل والتعارف والتراحم بين الناس والسعي نحو تحقيق مستقبل للبشر يسوده التفاهم والسلام في كل مكان.
ونوه بأن مؤسس دولة الإمارات الراحل، الشيخ زايد بن سلطان، "جعل من الإمارات الحبيبة مجالا طبيعيا للتعايش والتسامح"، مشيرا إلى أن "قادة الدولة يسيرون على نفس الدرب كما نرى ذلك بكل وضوح في توجيهات وأعمال رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وفي توجيهات وأعمال نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وفي توجيهات وأعمال صاحب ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وفي أعمال وأقوال أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، حيث كانت القيادة الرشيدة للوطن بدءا من مؤسس الدولة عاملا أساسيا فيما نراه الآن في الإمارات من تسامحٍ وتعايش وتقدم ورخاء.
وقال إن ثقافة التسامح والتعايش هي تجسيد عن حق لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هذا القائد الوطني الفذ الذي يحقق لنا في الإمارات التقدم والنماء والأمن والأمان والاستقرار دونما ابتعاد عن الهوية أو انقطاع عن الأصالة في إطار الاعتزاز القوي بتراثنا العربي والإسلامي والإنساني الذي يحث على العدل والتسامح والتراحم والتعارف والتعاون الكامل مع الجميع.
وأضاف أننا نقدر لسموه كثيرا حرصه على أن يكون التسامح جزءا أساسيا في بنيان المجتمع ونعتز غاية الاعتزاز بما أكده بمناسبة عام التسامح من أن المجتمعات التي تقوم على قيم ومبادئ التسامح والمحبة والتعايش، هي التي تستطيع تحقيق السلام والأمن والاستقرار والتنمية بجميع جوانبها وتأكيد سموه على الدور الرائد الذي تؤديه دولة الإمارات في سبيل ترسيخ ونشر مفاهيم وقيم التسامح والتعايش والسلام على مستوى العالم كله.
وقال إن الإمارات لديها شعب مسالم ومتسامح بالفطرة والطبيعة حريص على تنمية النموذج الرائد للتسامح والتعايش الذي أرساه مؤسس الدولة إلى جانب ما تحظى به الدولة من نظام قوي ومؤسسات فاعلة وتشريعات رشيدة وتلاحم عميق بين الشعب وقادته، ونحن اليوم في عام التسامح نذكر بكل فخر واعتزاز بل وبكل شكر وامتنان ما تركه فينا مؤسس الدولة من قيم ومبادئ أصيلة تؤكد على التزام المجتمع بأن جميع السكان لديهم حق مطلق في الحياة الكريمة في أمان وسلام واستقرار.