أثارت وفاة طفل سوري في بيروت، عاصفة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات لقوى الأمن اللبنانية بالتسبب في الحادث، نفتها بلدية العاصمة.

وتداول ناشطون الفيديو الذي قالوا إنه لطفل سوري تلاحقه شرطة بيروت لأنه يعمل ماسح أحذية، وبعد الحادث اختفى الطفل بشكل غامض لثلاثة أيام ليتبين بعدها أنه توفي إثر وقوعه في "منور" أحد الأبنية أثناء المطاردة.

ومع اتساع رقعة الجدل التي تسببت بها الواقعة، حصلت "سكاي نيوز عربية" على تعليق من بلدية بيروت، برأت فيها قوى الأمن من التسبب في مقتل الطفل.

وقالت بلدية بيروت، إنه "بتاريخ 15 يناير وأثناء قيام دورية من فوج حرس مدينة بيروت بمهمة منع المتسولين والباعة المتجولين وماسحي الأحذية، من التجول في شوارع مدينة بيروت، تم توقيف أحد ماسحي الأحذية، وأثناء نقله في سيارة الدورية أفادت عناصر الدورية عن قيام زملاء له بسرقة صناديق الزكاة والصدقات الموضوعة في مواقف السيارات قرب البريستول".

وتابعت: "توجهت الدورية إلى مكان وجود الأشخاص المذكورين وقام أحد عناصر الدورية بمحاولة توقيف الشاب ماسح الأحذية الذي أفيد عن قيامه بالسرقة، لكنه لاذ بالفرار من خلال عبوره زاروبا يقع بين بناءين وصولا إلى الشارع الآخر، فغادرت الدورية المكان مصطحبة الشاب الموقوف الذي تم تركه بعد أخذ إفادته وتنبيهه إلى وجوب عدم التجول في شوارع المدينة".

وأضافت بلدية بيروت: "لم يعلم العناصر شيئا عن مصير الشاب الآخر بعد فراره من الدورية، وقد تبين لاحقا أنه توفي إثر سقوطه في منور أحد الأبنية دون أن يكون للعناصر أي علاقة فيما حصل، وبعد أن قاموا بمغادرة المكان".

وأكدت دائرة العلاقات العامة في بلدية بيروت، أن "عناصر فوج حرس المدينة يقومون بعملهم في خدمة أهل بيروت وسكانها بكل مناقبية وانضباط وفي إطار القوانين والأنظمة، وأن قيامهم بمنع الأعمال المخالفة للقانون أو غير المرخصة وتوقيف المخلين بالقانون يتم بكل احترام ودون أي عنف أو إساءة"، معتبرة أن "توجيه الاتهام إليهم يعد افتراء وتضليلا".

وطلبت الدائرة من المواطنين وخصوصا رواد مواقع التواصل "التحقق مما ينقل إليهم، واستقاء المعلومات الصحيحة من المصدر الصالح في قيادة الفوج أو من خلال دائرة العلاقات العامة في بلدية بيروت، لكي لا يتكرر نشر مواد غير صحيحة واتهامات باطلة تعتبر من قبيل القدح والذم".

كما عبرت الدائرة عن "حزنها وأسفها لوفاة الشاب"، متوجهة إلى ذويه بالتعزية.