يتزامن احتفال الأمازيع برأس سنتهم الجديدة، مع تجدد النقاش بشأن التقويم الأمازيغي، الذي لا يزال مثار جدل ونقاش بين الخبراء والباحثين.

واحتفل الأمازيع في شمال أفريقيا والعديد من الدول، السبت، برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2969، التي يطلق عليها "إخف أوسغاس"، وتعني "يناير".

ويرافق هذا الاحتفال نقاشا متجددا بشأن أصل وتاريخ التقويم الأمازيغي، الذي ينقسم بشأنه المؤرخون والباحثون إلى فريقين.

ويرى الفريق الأول أن للتقويم الأمازيغي علاقة بالملك المصري بسوسنس الثاني، باعتبار أن بداية التقويم الأمازيغي تعود إلى سنة 950 قبل الميلاد، التي شهدت انتصار الملك الأمازيغي "شيشناق" على الفرعون، وكان ذلك تحديدا يوم 12 يناير.

ويشير القسم الأول إلى أن التقويم الأمازيغي مرتبط بتاريخ انتصار الأمازيغ على المصريين القدامى، واعتلاء زعيمهم "شيشناق"، الذي كان من أصول أمازيغية، العرش الفرعوني.

حكم مصر قبل نحو 3 آلاف سنة

وينتشر الأمازيغ عبر الجزائر والمغرب وليبيا وتونس. وهم السكان الأصليون لشمال أفريقيا قبل الفتح العربي في القرن السابع. ويشكلون خُمس عدد سكان الجزائر البالغ عددهم 33 مليون نسمة.

وخلال احتفالات هذا العام، قالت قروية تدعى نعيمة "إنه أمازيغي.. نحن نحتفل بأول يوم من شهر يناير لأن الزعيم القبائلي شيشناق انتصر على الفراعنة.. ولهذ انحن نحتفل بهذا اليوم وأتمنى لكم سنة سعيدة".

في المقابل، يقول أصحاب النظرية الثانية إن اختيار هذا التاريخ من شهر يناير يعتبر رمزا للاحتفال بالأرض والزراعة، مما جعل التقويم الأمازيغي مرتبطا بـ"السنة الفلاحية".

أخبار ذات صلة

الأمازيغ يحتفلون ببداية عام 2969
انتصار جديد للغة الأمازيغية في الجزائر

ويذكر ميؤيدو هذه النظرية أن التقويم الفلاحي يبدأ يوم 12 يناير، وهو اليوم نفسه، الذي يشهد بداية السنة الأمازيغية. ويهدف التقويم الفلاحي إلى تنظيم الأعمال الزراعية الموسمية، خصوصا في دول شمال أفريقيا.

يشار إلى أن معظم احتفالات الأمازيغ برأس العام مرتبطة بالأرض والزراعة، ففي الجزائر يقام، سنويا وبالتزامن مع السنة الأمازيغية الجديدة، المهرجان التقليدي "إيراد" (الأسد)، الذي يتميز بتنظيم مسيرة جماعية في الشوارع على وقع دقات الطبول وترديد أهازيج الفرح بالسنة الجديدة والتطلع إلى موسم فلاحي جيد.

أما في المغرب، فيضع الفلاحون عصيا طويلة من القصب في حقولهم تفاؤلا بسنة خير وغلّة وفيرة.