انطلقت في العاصمة الموريتانية، نواكشوط، مسيرة ضخمة تهدف إلى وضع حد للتناحر العرقي الذي يمزق البلاد، منذ إلغاء العبودية فيها، والذي لا تزال آثاره ماثلة إلى اليوم.
وسعيا لوضع حد لهذا "الإرث الأسود"، دعا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، الأربعاء، بلاده إلى استئصال خطاب الكراهية خلال مشاركته في مسيرة تهدف إلى وأد التوترات العرقية.
وقال عبد العزيز خلال المسيرة في العاصمة نواكشوط "الناس الذين هم خلف هذا الخطاب أقلية، لكن يجب علينا وضع حد لسلوكهم السام من أجل مستقبلنا".
كما حذر من أنه سيستخدم قانونا تم تبنيه العام الماضي للانقضاض على "الكراهية والعنصرية والخطاب العنيف".
وتعاني هذه الدولة المحافظة التي يبلغ عدد سكانها 4,4 ملايين نسمة توترات بين سكانها من العرب البربر وأولئك المتحدرين من الصحراء الإفريقية.
وحمل المشاركون في المسيرة لافتات تعزز التماسك العرقي وهم يهتفون "لا للكراهية والتطرف والتحريض على العنف"، في حين قال منظموها أن مئات الآلاف لبوا الدعوة للمشاركة.
وأُعطي الموريتانيون الأربعاء يوم إجازة مدفوعا من أجل إفساح المجال أمامهم للمشاركة في المسيرة الأولى التي يقودها عبد العزيز منذ توليه السلطة في انقلاب عام 2008.
ودعا الرئيس إلى المسيرة بسبب النزاعات المستمرة بين العرب البربر والحراطين، أو العبيد السابقين والمتحدرين منهم، على منصات الشبكات الاجتماعية بما في ذلك تطبيق "واتس آب".
ولا تزال العبودية متجذرة بعمق في موريتانيا، آخر بلد في العالم ألغى هذه الممارسة عام 1981، بعد استعباد العرب البربر لسكان سود محليين عندما استقروا هناك منذ قرون.
وقال عبد العزيز، إنه يدرك أن البلاد تعاني "تفاوتا اجتماعيا واقتصاديا، مثل كل مكان في العالم يوجد فيه أغنياء وفقراء"، لكن "علاج هذا يكمن في التعليم".
ورفضت المعارضة الدعوة للمشاركة، وقالت "هذه المسيرة لا يمكن أن تكون حلا"، ودعت إلى حوار وطني لإيجاد "حلول مستدامة".