دفعت التظاهرات الغاضبة على غلاء المعيشة، التي اندلعت في أجزاء واسعة من السودان، الرئيس عمر البشير إلى التعهد بالاستمرار بالإصلاحات، بالإضافة لتطمين الشعب بأن المشكلات والتحديات التي تمر بها البلاد "مقدور عليها".
وفي الوقت نفسه، حذر البشير من محاولات استغلال الضائقة المعيشية في البلاد، بهدف ارتكاب أعمال تخريب، وذلك بعد أيام على التظاهرات التي شهدت أعمال عنف سقط على أثرها ضحايا.
واتهم الرئيس السوداني، الثلاثاء، من سماهم ببعض الخونة والعملاء والمرتزقة والمندسين باستغلال الضائقة المعيشية، وارتكاب أعمال تخريب، خدمة لأعداء السودان.
ودعا البشير لدى مخاطبته حشدا من الجماهير بولاية الجزيرة إلى "تفويت الفرصة على الخونة وأعداء السودان، وحيا وقوفهم ومساندتهم لبرامج الحكومة التنموية والخدمية وتحقيق السلام والاستقرار".
والاثنين الماضي، وعد البشير باستمرار الدولة في إجراء إصلاحات اقتصادية توفر للمواطنين حياة كريمة، وذلك لدى لقائه بهيئة قيادة جهاز الأمن والمخابرات الوطني، حسبما أوردت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا).
ودعا الرئيس السوداني المواطنين إلى "عدم الالتفات لمروجي الشائعات والحذر من الاستجابة لمحاولات زرع الإحباط"، ووعد بـ"إجراءات حقيقية تعيد ثقة المواطنين بالقطاع المصرفي".
ويشهد السودان منذ الأربعاء الماضي مظاهرات واحتجاجات واسعة، اعتراضا على ارتفاع أسعار الخبز وندرة الوقود وشح النقود والزيادات في أسعار الدواء.
ولليوم السابع على التوالي، وصل آلاف المحتجين، الثلاثاء، إلى وسط العاصمة الخرطوم وسط ترتيبات أمنية مشددة وانتشار كثيف للشرطة في الشوارع الرئيسية.
ودعا "التجمع المهني" الذي يضم مهنيين إلى تجمع حول "ميدان أبو جنزير" وسط الخرطوم، وتنظيم موكب على شارع القصر لتسليم مذكرة إلى القصر الجمهوري.
وسدت الحشود الأمنية الرئيسية المؤدية إلى القصر الجمهوري على ضفاف النيل الأزرق ومنعت السيارات والمارة من دخولها، فيما أغلقت المتاجر والبنوك والمؤسسات الحكومية أبوابها.
وكانت شرارة الاحتجاجات قد انطلقت من مدينة عطبرة شمالي البلاد بعد 3 أيام من خلو المخابز من الخبز، لتنقل إلى مدن القضارف وبورتسودان (شرق)، وربك عاصمة ولاية النيل الأبيض، وأم روابة والرهد والأبيض بولاية شمال دارفور، قبل أن تصل إلى العاصمة الخرطوم.