انتقد أعضاء جمهوريون في الكونغرس الأميركي قرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا، في خطوة مفاجئة للأوساط السياسية داخل وخارج الولايات المتحدة.
وكان البيت الأبيض قد أعلن في بيان رسمي أنه جرى البدء في سحب القوات الأميركية مع الانتقال إلى "المرحلة التالية" من الحملة ضد تنظيم "داعش".
وقال ترامب إن الولايات المتحدة "هزمت تنظيم داعش في سوريا"، مشيرا إلى أن "ذلك الهدف كان المبرر الوحيد الذي جعله يحتفظ بقوات أميركية هناك".
وفي تعليقه على قرار الرئيس الأميركي، قال عضو مجلس الشيوخ لينزي غراهام المعروف بدفاعه الدائم عن ترامب، إن أي خطوة من هذا القبيل ستكون خطأ.
وذكر غراهام في بيان، الأربعاء، إن "الانسحاب الأمريكي في هذا التوقيت سيكون انتصارا كبيرا لتنظيم داعش وإيران وبشار الأسد وروسيا. أخشى أن يؤدي ذلك إلى عواقب مدمرة على أمتنا والمنطقة والعالم بأسره".
وأضاف أن هذا القرار "سيزيد من صعوبة الاستعانة بشركاء في المستقبل للتصدي للتشدد. وستعتبر إيران وغيرها من الأطراف الشريرة ذلك دليلا على الضعف الأمريكي في الجهود الرامية لاحتواء النفوذ الإيراني".
كما قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السناتور بوب كوركر إن أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين وجهوا انتقادات حادة لقرار الانسحاب أثناء اجتماعهم مع نائب الرئيس مايك بنس.
وأضاف كوركر في تصريحات صحفية أنه لا يعتقد أن أركان الإدارة الأمريكية كانت على علم بالقرار، وأنه يشعر بأن "ترامب فقط استيقظ وقرر أن يتخذه".
وبدوره، اعتبر عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ماركو روبيو إن "انسحاب القوات الأميركية من سوريا بشكل عاجل وكامل سيكون خطأ جسيما وتداعياته لن تقف عند حدود المعركة ضد داعش".
وأوردت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصادر، أن نقاشات دارت في البيت الأبيض خلال الأيام الأخيرة حول موضوع الانسحاب، حيث اعتبر ترامب أنه لو حدث توغل تركي في سوريا، فإن ذلك قد يمثل تهديدا على القوات الأميركية هناك.
وعلقت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) على خطط الانسحاب، بالقول إن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها في المنطقة.
وينتشر حاليا نحو ألفي عسكري من القوات الأميركية في هذا البلد. وتعد خطة الانسحاب تحولا مفاجئا للاستراتيجية الأميركية، خاصة بعدما عدل ترامب عن رغبته التي كررها مراراها في وقت مبكر من هذا العام، وقرر الإبقاء على القوات المنتشرة في سوريا لمحاربة "داعش".