تسارعت وتيرة تقدم القوات الشرعية، بإسناد من التحالف العربي، في عدة محافظات في اليمن خلال الساعات القليلة الماضية، وسط انهيارات واسعة في صفوف الحوثيين على جبهات وصعدة والبيضاء والحديدة.

وفي محافظة الحديدة على جبهة الساحل الغربي، تقدمت قوات المقاومة المشتركة من المحور الجنوبي ووصلت إلى أطراف حي الربصة، وهو من أحياء مدينة الحديدة، وحاصرت جامعة الحديدة التي حولتها ميليشيات الحوثي الإيرانية إلى ثكنة عسكرية.

وبالتوازي مع التقدم من المحور الجنوبي، شهد المحور الشرقي تقدما أوسع، إذ نجحت قوات المقاومة في السيطرة على دوار الغراسي الذي يقطع الشريان الرئيسي للحوثيين الرابط بين الكيلو 16 ومدينة الحديدة.

وتمكنت قوات المقاومة من تحرير كلية الهندسة من قبضة الحوثيين، كما تقدمت نحو مدينة الصالح، الذي يعد مشروعا سكنيا قيد الإنشاء حولته ميليشيات الحوثي الإيرانية إلى ثكنة عسكرية، ويعد أهم مقر عسكري لميليشيات إيران داخل الحديدة.

وتسعى المقاومة اليمنية للوصول إلى الجهة الشمالية للمدينة وقطع الطريق الرابط بين ميناء الصليف والحديدة، خاصة وأن الوصول إلى هذه الجهة من المدينة يشكل بوابة الدخول نحو ميناء الحديدة.

واقتربت قوات المقاومة اليمنية من حي 7 يوليو، معقل الحوثيين شمال شرقي الحديدة، ونفذت عملية واسعة من الشرق نحو شمال المدينة وأصبحت على مشارف مدينة الصالح، أهم المواقع العسكرية للحوثيين.

صعدة.. دور بارز للتحالف العربي

وشهدت جبهة صعدة خلال اليومين الماضيين تقدما جديدا لقوات دعم الشرعية من 3 محاور، بإسناد من قوات التحالف العربي، إذ سيطرت على 20 قرية وعدد من المرتفعات والسهول في مديرية الملاحيط.

ونقل موقع وزارة الدفاع اليمنية عن قائد لواء العروبة، العميد عبد الكريم السدعي، قوله إن المسافة التي تقدمت فيها قوات الجيش منذ الجمعة وحتى الأحد تجاوزت 40 كيلومتر.

وتخوض قوات الجيش معارك قرب مثلث مران، معقل زعيم ميليشيات الحوثي عبد الملك الحوثي، حيث تلقى المتمردون هناك خسائر بشرية ومادية كبيرة.

ولعبت قوات التحالف العربي دورا بارزا في هذا التقدم العسكري عبر استهداف معاقل للحوثيين وتعزيزاتهم العسكرية.

وفي مديرية كتاف بصعدة، حققت القوات اليمنية تقدما ميدانيا كبيرا، وحررت مناطق التباب الحمراء والسفينة في وادي آل بو جبارة، وسلسلة جبال أنمار القريبة من مركز المديرية. وهذا التقدم يقرب قوات الشرعية من مركز مديرية كتاف.

ونجحت القوات المشتركة اليمنية في السيطرة على تلال جبلية كانت تستخدمها ميليشيات الحوثي الإيرانية في قصف مواقع الجيش الوطني.

البيضاء.. استعادة جبال استراتيجية

وتركز التقدم العسكري في البيضاء في مديرية الملاجم بدعم جوي من طائرات التحالف العربي.

وشاركت في العملية العسكرية 6 ألوية، وحققت خلال اليومين الماضيين تقدما ميدانيا كبيرا انتهى بالسيطرة على جبال صوران والكبار وشعب باحواص.

وتكمن أهمية هذه الجبال في قربها من الطريق الرئيسي الذي يربط عاصمة محافظة البيضاء ومديرياتها الـ11 في القطاع الجنوبي ببقية مديريات المحافظة في الاتجاه الشمالي للمحافظة.

واستعادت القوات الشرعية جبل "دير"، الذي يتكون من سلسلة جبلية كبيرة تفصل بين 4 مديريات في البيضاء هي الملاجم والسوادية ونعمان والعبدية.

وتعد السيطرة على جبل دير بمثابة فتح بوابة العبور لتحرير ما تبقى من محافظة البيضاء، وبخسارته تكون الميليشيات الحوثية قد تلقت خسارة كبيرة وبالتالي ستسقط مواقعها في جبهة فضحة بمديرية الملاجم تباعا.

وأول تلك المواقع التي يواصل الجيش الوطني الزحف نحوها هي جبل البياض، الذي يعتبر آخر سلسلة جبلية في المنطقة.

ومن جبل دير وجبل البياض سيصبح الخط الرئيسي تحت نيران مدفعية الجيش الوطني، الذي يفصله عن آخر تمركز للجيش حوالي 25 كيلومتر.