تكشف الأرقام عمق العلاقة بين مصر وروسيا خلال السنوات القليلة الماضية، ولعل أهمها أن رئيسي البلدين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتن التقيا 9 مرات خلال 5 سنوات.

فبعد 8 لقاءات سابقة، تأتي الزيارة الرابعة للسيسي إلى العاصمة الروسية، تأكيدا على قوة التحالف بين القاهرة وموسكو منذ عام 2014، العام التالي لنهاية حكم تنظيم الإخوان لمصر.

وكانت الزيارة الرسمية الأولى للسيسي إلى روسيا في عام 2014، قبيل تقلده منصب الرئاسة، بصفته وزيرا للدفاع، ورافقه خلالها وزير الخارجية آنذاك.

وأعلن السيسي، في ذلك الوقت، أن زيارته تعد "انطلاقة جديدة للتعاون العسكري والتكنولوجي بين مصر وروسيا".

وفي أغسطس من العام ذاته، كانت زيارة السيسي الأولى إلى روسيا عقب توليه منصب رئاسة الجمهورية، عقد خلالها مباحثات ثنائية مع الرئيس الروسي.

كما زار الرئيس المصري نظيره الروسي في فبراير 2015، ووقع البلدان حينها عددا من الاتفاقيات في مختلف المجالات.

وفي مايو 2015، كانت زيارة السيسي الثالثة كرئيس للجمهورية، إلى روسيا، للمشاركة في احتفالات الذكرى الـ70 للانتصار الروسي في الحرب العالمية الثانية، وكانت المرة الأولى التي تدعو فيها موسكو رئيسا مصريا للمشاركة في هذه المناسبة.

وزار السيسي في أغسطس 2015، موسكو، والتقى بوتن، وبحث الرئيسان سبل دعم العلاقات الاقتصادية، وزيادة التبادل التجاري بين البلدين والمشروعات الاستثمارية المشتركة.

وفى الشهر ذاته من لعام نفسه، وفي إشارة لافتة إلى قوة ومتانة العلاقات بين البلدين، حرص رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، ضمن حشد كبير من زعماء وقادة العالم، على المشاركة في احتفالات مصر بافتتاح قناة السويس الجديدة.

 والتقى الرئيسان بسبتمبر 2016، على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين في الصين، كما التقى السيسي وبوتن من جديد على هامش قمة مجموعة البريكس في الصين أيضا في سبتمبر 2017، تناولت المباحثات عددا من القضايا الثنائية والدولية.

وفي ديسمبر 2017، قام الرئيس بوتن بزيارة لمصر وقع خلالها اتفاق مشروع الضبعة النووي بين مصر وروسيا.

وفي ختام القمة المصرية الروسية التي عقدت في منتجع سوتشي الثلاثاء والأربعاء، أعلن الرئيس السيسي أن موسكو والقاهرة اتفقتا على إقامة منطقة صناعية روسية كجزء من المشروع الجديد لقناة السويس.

مجلس الفيدرالية

وتمثل الزيارة الرابعة للرئيس السيسي إلى روسيا محطة أخرى ذات أهمية كبيرة في مسيرة العلاقات بين البلدين والتي شهدت على مدى السنوات الخمس الأخيرة تطورات ملموسة في مختلف المجالات.

ويقول تقرير أعدته الهيئة المصرية العامة للاستعلامات عن هذه الزيارة، إن العديد من المؤشرات تؤكد أن هذه القمة بين الرئيسين تدشن مرحلة جديدة على طريق تطوير العلاقات بين البلدين، والتفاهم السياسي بين القيادتين.

ويرى مراقبون أن تعدد الزيارات ولقاءات القمة بين رئيسي مصر وروسيا، دليل على توافق بين البلدين بشأن قضايا منطقة الشرق الأوسط، بعدما أثبتت الأحداث في الفترة الأخيرة أهمية دور البلدين الحيوي في معادلات المنطقة، كما أثبتت التقارب الكبير في وجهات النظر بين القاهرة وموسكو وموقفيهما إزاء معظم قضايا المنطقة.

التعاون العسكري

وقال رئيس تحرير صحيفة الأهرام الأسبوعي السابق، جلال نصار، إن السنوات القليلة الماضية شهدت تطورا لافتا في العلاقات العسكرية بين مصر وروسيا.

وأكد نصار على "حرص القيادة المصرية على تنويع علاقاتها العسكرية مع العديد من دول العالم، والعواصم المؤثرة في المشهد الدولي".

وتميزت الزيارة الرابعة للسيسي إلى موسكو بإلقائه كلمة أمام مجلس الفيدرالية الروسي، وهو الغرفة الأعلى للبرلمان، في إشارة أخرى للمناخ الإيجابي والودي من الجانب الروسي، ولتقدير موسكو لمصر ورئيسها.