بإلقاء القبض على هشام عشماوي، وهو متشدد مصري بارز وضابط سابق بالجيش، تكون القاهرة خطت أولى خطواتها في إطار سعيها الحثيث للإيقاع بشبكة من الإرهابيين مشتبه في ضلوعهم في هجمات كبيرة ودامية استهدفت عناصر مدنية وعسكرية على حد سواء.
ويمثل إلقاء القبض على عشماوي ضربة للمتشددين الذين يشنون هجمات في مصر عبر حدودها الشرقية والغربية، وجميعهم مرتبطون فكريا وتنظيميا ببعض بشكل أو بآخر، بحسب ما قاله الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة والإرهاب ماهر فرغلي لموقع "سكاي نيوز عربية".
فعند الحديث عن الحدود الشرقية، يُنظر لتنظيم داعش الذي أصبح يمتلك فروعا أخرى مستقلة، خارج شمال سيناء، ولا تخضع لأوامر التنظيم من المحافظة الحدودية المصرية أو تنسق معه.
وتختص مثل هذه الفروع بالعمليات الإرهابية في مناطق وادي ودلتا النيل، حيث كثفت التنظيمات الإرهابية عملياتها ضد قوات الأمن في السنوات القليلة الماضية، خاصة بعد هروب خلية من ضباط الشرطة المفصولين وانضمامها إلى صفوف المتشددين.
ضابط اغتيال السيسي
يقول فرغلي، إن حنفي جمال، وهو ضابط عمليات خاصة سابق قبل فصله من وزارة الداخلية، خطط لاغتيال الرئيس عبد الفتاح السيسي.
كان أحدث ظهور لحنفي، وهو بلحية طويلة، في إصدار لمبايعي داعش في مارس الماضي، بعدما اختفى برفقة زملاء له، قبل حادث الهجوم على سيارة تقل رجال الشرطة في حلوان، في مايو 2016.
وتبنى تنظيم "داعش مصر"، بزعامة الإرهابي الهارب عمرو سعد، الهجوم حينها.
وعاد اسم الضابط المفصول للظهور بعدما أعلن النائب العام تورطه، إلى جانب عدد من الضباط المفصولين الآخرين، في محاولة اغتيال الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وكانت وزارة الداخلية قررت فصل جمال وزملاء له، على خلفية ظهور أفكارهم المتشددة، ورفضهم تنفيذ بعض الأوامر.
ووفقا لبيان النائب العام، في نوفمبر 2016، فإن أحد الضباط المتهمين في محاولة اغتيال السيسي، اعترف خلال التحقيقات بتقديمه معلومات لقيادات تنظيم الإخوان الإرهابي بموعد فض اعتصام رابعة نظرا لمشاركته في العملية.
كما اعترف بتقديم معلومات عن خط سير السيسي لاستهدافه بسيارة مفخخة في الطريق العام.
عمرو سعد عباس
يقود عمرو سعد تنظيم "جنود الخلافة"، المسمى كذلك بـ"مجموعة عمرو سعد"، أحد الفروع الداخلية التابعة لداعش التي تنشط في محافظات وادي ودلتا النيل، بحسب فرغلي.
وكان الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية منير أديب قال لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن سعد ينصب نفسه زعيما لـ"ولاية الصعيد"، وهو المتهم الرئيس في تنفيذ عدد من الهجمات ضد الكنائس المصرية في العامين الماضين.
عقب تفجير كنيسة "البطرسية" في ديسمبر 2016 والكشف عن هوية الانتحاري، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على العديد من الأشخاص، أحدهم يدعى عمر سعد وأودعته سجن العقرب.
وبناء على اعترافات المتهمين ظهر أن شقيق عمر سعد، ويدعى عمرو، هو العقل المدبر لعملية تفجير البطرسية.
وبحسب وزارة الداخلية، فإن البؤر الإرهابية المسؤولة عن تفجير الكنائس واستهداف أوتوبيس أقباط المنيا في مايو 2017، يتولى مسؤوليتها عمرو سعد عباس إبراهيم.
"دكتور تفجير الكنائس"
مهاب السيد، ويطلق عليه حركيا الدكتور، هو قائد خلية تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية، وأحد زعماء الخلايا العنقودية المتهمة بتفجير كنيستي المرقسية بالإسكندرية، وماري جرجس بطنطا.
وبحسب وزارة الداخلية، ولد مهاب عام 1986 بالقاهرة، وهو "طبيب"، اعتنق أفكار التكفيري الإخواني المعدم سيد قطب، وارتبط في مرحلة لاحقه ببعض معتنقي مفاهيم ما يسمى بتنظيم أنصار بيت المقدس.
يقول فرغلي إن "الداعشي" مهاب السيد، وهو طبيب بيطري، يعطي أوامره لقائد خلية "استهداف الكنائس" عمرو سعد، موضحا أنه سافر إلى دولة قطر خلال عام 2015.
وهناك ارتبط ببعض قيادات جماعة الإخوان الإرهابية الهاربة الذين تمكنوا من احتوائه وإقناعه بالعمل بمخططاتهم الإرهابية، وإعادة دفعه للبلاد لتنفيذ عمليات إرهابية بدعم مالي ولوجيستي كامل من الجماعة.
وأعلنت الداخلية في بيان لها، في أبريل 2017، مكافأة مادية لمن يدلي بمعلومات قد تساعد في القبض عليه.
أبو صالح زارع
وبحسب فرغلي، هو أمير تنظيم داعش في سيناء، ويكنى بـ"أبو صالح الصعيدي".
وكان أبو صالح يعمل مع تنظيم أنصار بيت المقدس، وهو جماعة متشددة تنشط في شمال سيناء، لكنها أعلنت مبايعتها لتنظيم داعش، وغيرت اسمها إلى ولاية سيناء.
وعمل أبو صالح نائبا لأبو أسامة المصري الذي تزعم تنظيم أنصار بيت المقدس، وأعلن في مقطع مصور مبايعته لزعيم تنظيم أبو بكر البغدادي في نوفمبر 2014.
وكان هذا الإعلان سببا في خلاف أيديولوجي بين المقبوض عليه مؤخرا هشام عشماوي وأنصار بيت المقدس، انتهى بانفصاله عنها، وتشكيله تنظيم "المرابطين" لينشط في الحدود الغربية من مصر.
محمد أحمد نصر
جاء ذكر قائد تنظيم كتائب الفرقان محمد أحمد نصر في قرار إحالة أعضاء تنظيم "بيت المقدس" إلى الإعدام في ديسمبر الماضي، إلى جانب الضابطين السابقين وليد بدر وعماد عبد الحميد اللذين قتلا عند تنفيذ عمليات إرهابية.
أعلن نصر بعد ثورة 30 يونيو مسؤوليته عن "كتيبة الفرقان" التي أطلقت قذائف "آر بي جي" على السفن المارة في قناة السويس.
اندمج نصر مع تنظيم أنصار بيت المقدس، وقيل إنه مهندس "تنسيق الوحدة" بين التنظيم وداعش حتى إعلان بيعة بيت المقدس لداعش.