فيما تركزت الأنظار على الإرهابي المصري هشام عشماوي عند إلقاء القبض عليه في حي المغار بمدينة درنة شرقي ليبيا الاثنين، كان هناك اسم لمصري آخر يدعى بهاء علي، وثالث ليبي هو مرعي زغبية، فمن هو مرعي هذا؟

لمرعي زغبية، المولود في بنغازي عام 1960، تاريخ إرهابي حافل، وآخره تأسيس تنظيم "المرابطون" التابع لتنظيم القاعدة مع الإرهابي المصري عشماوي بعد أن كانا قد التقيا في مدينة درنة.

وكان مرعي، واسمه الكامل مرعي عبدالفتاح خليل، انضم إلى الجماعة الليبية المقاتلة بقيادة عبد الحكيم الحاج، قبل أن يتوجه إلى أفغانستان عام 2001 للانضمام لتنظيم القاعدة.

على قائمة الإرهاب

وأدرج اسم مرعي، الذي ترعرع في حي "اخريبيش" وسط مدينة بنغازي، على قائمة الجزاءات الموحدة لمجلس الأمن في 2 أغسطس 2006 لارتباطه بتنظيم القاعدة أو أسامة بن لادن أو حركة طالبان.

وجاء إدراجه في القائمة بسبب مشاركته في تمويل الأعمال أو الأنشطة أو التخطيط لها أو تسهيل القيام بها أو الإعداد لها أو ارتكابها باقتران مع أعمال "جماعة أنصار الإسلام" والجماعة الليبية المقاتلة وتنظيم القاعدة أو باسمها أو بالنيابة عنها أو دعما لها والتجنيد لفائدة هذه الجماعات.

وفي وقت لاحق، انضم زغبية لخلية إرهابية إيطالية تنتسب لجماعة "أنصار الإسلام"، بهدف التخطيط والإعداد للأعمال الإرهابية، وتجنيد المتطوعين للالتحاق بمعسكرات التدريب في أفغانستان والعراق.

كما هدفت الخلية إلى تزويد أعضائها بالوثائق المزورة، وتحصيل الأموال من خلال الاتجار بالمخدرات وتزييف النقود، وتوزيع المواد الدعائية كالمنشورات والخطب التي تحرض على ارتكاب الأعمال الإرهابية، بما فيها التفجيرات الانتحارية، ومد الخلايا الأخرى بالمواد والدعم اللازمين للأنشطة الإرهابية.

وقد ارتبطت هذه الخلية التابعة لجماعة "أنصار الإسلام" بجماعات مماثلة في أوروبا، وشمال أفريقيا، وآسيا، والشرق الأوسط.

وكان مرعي زغبية عضوا ناشطا في هذه الخلية وعلى اتصال بخلايا أخرى توجد في الخارج. وكان مكلفا بتلقي الوثائق المزورة وإخفائها للسماح لأعضاء آخرين في الخلية بالسفر إلى الخارج.

السجن في إيطاليا

وقد اتهم مرعي زغبية وحوكم في إيطاليا لتآمره لارتكاب أعمال إرهابية في إيطاليا وفي الخارج، وحكمت عليه محكمة جنايات ميلانو، في ديسمبر 2007، بالسجن 6 سنوات لانتمائه إلى جماعة إجرامية ذات أهداف إرهابية وتلقي سلعا مسروقة، ثم أكدت محكمة الجنايات الاستئنافية لميلانو هذا الحكم في نوفمبر 2008.

بعد اندلاع الأحداث في فبراير 2011، عاد زغبية إلى ليبيا وانضم إلى كتيبة راف الله السحاتي بقيادة إسماعيل الصلابي وشارك في القتال ضد نظام معمر القذافي.

وبعد انطلاق عملية الكرامة (2014) في بنغازي، شارك زغبية في القتال في صفوف مجلس شورى ثوار بنغازي الذي كان يقوده زعيم تنظيم أنصار الشريعة محمد الزهاوي ووسام بن حميد، وكونه أحد أفراد الجماعة الليبية المقاتلة.

وتؤكد مصادرنا، بأن زغبية كان حلقة الوصل بين وكيل وزارة الدفاع حينها خالد الشريف والمقاتلين في مجلس شورى ثوار بنغازي.

وبعد انتصار الجيش الوطني الليبي في معارك بنغازي، تمكن زغبية من الهرب باتجاه مدينة درنة، حيث استقر فيها تحت حماية مجلس شورى مجاهدي درنة، وهناك التقى عشماوي حيث أسسا تنظيم "المرابطون".