بعد شهرين على وفاة مدير سد النهضة وما أعقب ذلك من غموض اكتنف مصير المشروع الضخم، كشفت وكالة الأنباء الإثيوبية، الأربعاء، عن تعيين الحكومة لمدير جديد واتخاذها سلسلة من الخطوات، من شأنها إنقاذ مساعي أديس أبابا لبناء أكبر سد في أفريقيا.

وقالت الوكالة إن "الشركة الكهربائية الإثيوبية أعلنت تعيين المهندس كفلي هورو مديرا لمشروع سد النهضة، خلفا للمهندس أفريم ولد كيدان، الذي كان قد اشتغل لمدة شهرين عقب وفاة المهندس سيمن بقل".

كما تم تعيين "إبرهام بلاي المدير التنفيذي للطاقة الكهربائية الإثيوبية"، و"إيفريم ولد كيدان وفقادو كبد كنائبين للمشروع".

وأوضحت الوكالة أن رئيس الوزراء كان قد "أصدر قرارا بتوقيف العقد مع شركة المقاولة ميتيك (الشركة تابعة لوزارة الدفاع )".

و"لإجراء أعمال البناء على قدم وساق وتنفيذها بسرعة ونوعية"، قالت الوكالة إن الحكومة ركزت الحكومة على "إعادة ترتيب هيكل المشروع ونشر الموارد البشرية".

وكان من المقرر أن يكتمل المشروع في يوليو من العام الماضي، لكن إنجازه تأخر كثيرا. وعقب تغيير الحكومة في إثيوبيا، في وقت سابق من هذا العام، دفع رئيس الوزراء الجديد أبي أحمد المشروع إلى الأمام مرة أخرى.

لكن العثرات أمام أبي أحمد كانت عائقا لاستكمال بناء أكبر سد في أفريقيا، بطاقة 6 آلاف ميغاوات، وتكلفة أكثر من 4 مليارات دولار.

وانكشفت أولى هذه العثرات بإعلان رئيس الوزراء الجديد، في أغسطس الماضي "مشاكل تتعلق بتصميم السد، الأمر الذي ينذر بعرقلة إتمام بنائه".

إدارة فاشلة

وقال رئيس وزراء إثيوبيا: "لم نتمكن حتى الآن من تثبيت توربين (مضخة)، كما لم نستطع استكمال المشروع وفق الجدول الزمني".

واضطر أبي أحمد إلى اتخاذ بعض القرارات، كان أبرزها استبدال إحدى الشركات التابعة للجيش الإثيوبي المشاركة في أعمال البناء بشركة أخرى، أملا في إنجاز المشروع سريعا، وفي محاولة لمعالجة المشاكل التي رافقت التصميم.

وشن أحمد، خلال مؤتمر صحفي، هجوما لاذعا على إدارة مشروع السد، قائلا: "بناء سد النهضة كان من المخطط أن ينتهي في 5 سنوات، لكن لم نتمكن من ذلك بسبب إدارة فاشلة للمشروع، وخاصة بسبب تدخل شركة ميتيك".

"لم يروا سدا في حياتهم"

وأضاف: "ميتيك تتسبب في تأخير لا لزوم له في بناء مشروع السد، لقد سلمنا مشروعا مائيا معقدا إلى أناس لم يروا أي سد في حياتهم، وإذا واصلنا السير بهذا المعدل، فإن المشروع لن يرى النور".

وشركة "ساليني إمبريغيلو" الإيطالية هي المقاول الرئيس في مشروع بناء السد، بينما كانت شركة المعادن والهندسة "ميتيك" التي تديرها قوة الدفاع الإثيوبية التابعة للجيش متعاقدة على القطاعات المعدنية الخاصة بالمكونات الكهروميكانيكية والهيدروليكية في المشروع.