تلقى سفير العراق لدى طهران وابلا من الانتقادات، مؤخرا، بعدما تصرف على نحو "نزق" في لقاء بالعاصمة الإيرانية، فبدلا من أن يصغي لأفراد من الجالية يحكون عما يكابدونه من مشكلات، استشاط غضبا ثم انسحب منفعلا.
وأظهر مقطع فيديو الدبلوماسي العراقي، راجح الموسوي، يتناول الميكروفون في إحدى الحسينيات بطهران، ثم راح يلوم أفرادا من الجالية العراقية لأنهم حدثوه عن بعض المصاعب، وأضاف السفير أن المقام غير مناسب تماما لإثارة القضايا أو المزايدة بالنظر إلى "الطابع الديني" للقاء.
وانتشر الفيديو بصورة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي وانتقد نشطاء الرد غير الدبلوماسي لسفير العراق، لاسيما أن المفترض في من يمثل بلاده في الخارج هو أن ينصت على الدوام إلى رعايا البلاد ويرصد همومهم.
وفضل الموسوي أن يخاطب أفراد الجالية بلهجة متشنجة، وختم كلامه بعبارة "ماني زعطوط"، في إشارة إلى أن أفراد الجالية قللوا من شأنه، وأساؤوا مخاطبته حين أخذوا يشكون ما يواجهونه في إيران.
واعتبر منتقدون ما صدر عن الدبلوماسي "الهائج" مثالا للنهج الذي تتبعه شريحة واسعة من ساسة العراق، فمسؤولون كثيرون في البلاد لا يأبهون سوى بطهران وأجندتها، أما المواطن العراقي فيأتي غالبا في ذيل القائمة.
وفي غضون ذلك، أثار آخرون قضية "التعيينات" في المناصب الكبرى بالعراق على اعتبار أن إسناد المهام الدبلوماسية يتطلب انتقاء أشخاص ذوي لباقة وكياسة ودراية وحرص على المصالح الوطنية، بخلاف ما ظهر من شخصية الموسوي.
واستبعد الغاضبون أن يلقى السفير عقابا بسبب تصرفه المشين، فما دام مشمولا برضا طهران لا يهم إن قام بتقريع مواطنين من بني جلدته بعدما توسموا فيه خيرا واعتقدوا أنه سينقل صورة عن معاناتهم.