بعد موسم حج كل عام، وبعد أداء مناسكهم، يبدأ حجاج كثيرون في استغلال وقتهم لزيارة المعالم النبوية الشريفة في الحرمين الشريفين، للتعرف على جوانب مهمة من التاريخ اﻹسلامي، الذي تزخر به المدينتين المقدستين.
ومن أهم المعالم التي يقصدها الحجاج في مكة، غار حراء، الذي نزل فيه الوحي على النبي الكريم، وكذلك غار ثور، الذي انطلقت منه الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة، وغيرها من المواقع الشهيرة في التاريخ اﻹسلامي.
وتبذل جهات عدة في المملكة العربية السعودية، على رأسها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، جهدا كبيرا في إحياء وترميم الآثار التاريخية وتوثيقها وتمكين الجمهور من زيارتها.
ومع دخول التقنية الحديثة، جرى تطوير عشرات التطبيقات الخاصة التي يمكن الاستعانة بها، من قبل الجمهور، للتعرف على آثار المملكة، وباﻷخص الآثار اﻹسلامية والنبوية التي تزخر بها اﻷماكن المقدسة.
وفي هذه اﻷيام، بعد قضاء الحجاج مناسكهم، يمضي الكثيرون وقتهم في زيارة هذه الآثار والمواقع للوقوف عليها، ومن أهمها حديثا "طريق الهجرة النبوية" من مكة إلى المدينة، الذي تم تحديده بدقة عبر إحداثيات تمت الاستعانة فيها بخرائط غوغل.
وعبر عمل متواصل منذ 20 عاما، استطاع فريق سعودي، بقيادة د. عبد الله قاضي، من جامعة اﻹمام عبد الرحمن بن فيصل، تحديد مسار الهجرة وتوثيقه عبر الخرائط الرقمية، وإتاحته لزوار الحرمين الشريفين عبر تطبيقات خاصة، تمكنهم من تعقب خطى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في هجرته منذ الخطوة اﻷولى من منزله، وعبر أكثر من 37 محطة وحتى وصوله إلى المدينة المنورة.
ويقوم التطبيق "hislo' وعبر خرائط غوغل وعشرات الصور بإرشاد الزوار بالطريق، والتعريف بكل محطة مر بها النبي الكريم وأصحابه، وما جرى فيها من مواقف أو مصاعب، وغير ذلك.
وقال القاضي، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن التطبيق نجح إلى حد بعيد بعد استعانة زوار الحرمين وعشاق الآثار به، للتعرف على التاريخي الجغرافي الثري للملكة، بجانب اهتمامه بآثار عدد من الدول اﻹسلامية.
وأكد أن المملكة العربية السعودية والجهات المسؤولة تبذل جهدا كبيرا من أجل رقمنة وإتاحة هذا التاريخ والتراث للعالم أجمع، بما يتماشى مع تطلعاتها في رؤية 2030.