شهدت مراحل الحرب السورية تعاملا بين النظام السوري وتنظيم داعش تنوع بين السرية والعلنية. فبينما كشفت تقارير عديدة عن صفقات في الظل لشراء النفط والقمح، بدت التسويات العسكرية أكثر وضوحا في مناطق عدة في إطار سعي دمشق لحسم الصراع ضد المعارضة المسلحة الذي امتد لسبع أعوام.

وفيما يلي أبرز المحطات التي شهدت صفقات بين الجانبين وفقا لمصادر متعددة:

صفقات تدمر

كشف عدد من التقارير عن صفقات أبرمت بين النظام السوري وتنظيم داعش بشأن تسليم الأخير مدينة تدمر إلى القوات السورية، على الرغم من أن التنظيم سيطر عليها أكثر من مرة، بينما أثير جدل كبير بشأن طرق الانسحاب المفاجئة منها أيضا.

وقال أحد المنشقين عن التنظيم لسكاي نيوز في مايو عام 2016 إن داعش سلم تدمر للقوات الحكومية في إطار سلسلة من صفقات التعاون بين الجانبين تعود لأعوام خلت، وتتضمن صفقات لشراء النفط مقابل الأسمدة الزراعية وإخلاء بعض المناطق من قوات التنظيم قبل هجمات الجيش السوري.

صفقات النفط

أظهرت وثائق مسربة في أبريل 2016 أن تنظيم "داعش" أنه يجني 40 مليون دولار شهرياً من مبيعات النفط السرية لنظام الأسد.

وانكشفت هذه المعلومات من وثائق تمكنت القوات الأميركية الخاصة من الحصول عليها عام 2015.

وكان داعش قد سيطر في العام 2013 على أكبر الحقول النفطية شرقي سوريا في محافظة دير الزور، والتي تعد المصدر الرئيسي للنفط.

بيع القمح

كشف تقرير لوكالة رويترز في أكتوبر عام 2017 أن النظام السوري كان يشتري القمح سرا عبر رجل الأعمال حسام قاطرجي عضو مجلس الشعب من داعش بعد أن سيطر التنظيم على منطقة زراعة القمح في شمال شرق سوريا خلال الحرب الأهلية الدائرة منذ ست سنوات.

وقد باع داعش عشرات الأطنان من مخزون القمح في دير الزور للنظام، بحسب التقرير الذي أشار إلى أن التعاون في تجارة القمح بين شخصية من مؤسسة الحكم في سوريا، التي تدعمها إيران، وتنظيم داعش يشكل مفارقة جديدة في حرب كانت سببا في تعميق الانقسامات بين السنة والشيعة.

صفقة عرسال

رعى النظام السوري صفقة بين حزب الله وداعش في 26 أغسطس عام 2017، تم بمقتضاها نقل عناصر التنظيم المتطرف من لبنان إلى دير الزور، بعد اشتباكات بين الجانبين انتهت بعد عملية "فجر الجرود" التي شنها الجيش اللبناني في جرود بلدة عرسال اللبنانية.

الانسحاب من البوكمال

اتهمت قوات "سوريا الديمقراطية" المدعومة من الولايات المتحدة النظام السوري بإبرام صفقة مع تنظيم داعش في نوفمبر 2017، تقضي بانسحاب عناصر التنظيم من مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، التي كانت تعد آخر معقل له، من دون مقاومة والتوجه إلى ريف دير الزور الشرقي، حيث كانت المعارك تحتدم في حينها بين "سوريا الديمقراطية" وداعش.

جنوب دمشق

شهد حي القدم الواقع جنوبي العاصمة السورية دمشق في 24 مارس عام 2018، عملية "إخلاء" للعشرات من جثث عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين له، بعد اتفاق يلفه الغموض مع تنظيم داعش، الذي يسيطر على الحي.

وأتبع ذلك اتفاق في 20 أبريل بين النظام السوري وتنظيم داعش، بإشراف روسي، يقضي بانسحاب مسلحي التنظيم من 3 أحياء جنوبي العاصمة دمشق، هي مخيم اليرموك والحجر الأسود والقدم.

تسوية السويداء

بموجب اتفاق تسوية معلن بين الجانبين، قام النظام السوري بنقل مسلحي داعش وعائلاتهم من منطقة حوض اليرموك في محافظة درعا باتجاه بادية السويداء وريف حمص الشرقي.

وجاء الاتفاق بعد هجوم مباغت للتنظيم على قرى تقع على أطراف السويداء، مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص، في أعنف موجة هجمات للتنظيم الإرهابي في سوريا منذ شهور طويلة.