تعرض الحوثيون في الأسابيع الماضية لضربات موجعة على جبهة الساحل الغربي لليمن، كان آخرها خسارة مطار الحديدة وانكشاف عناصرهم المتحصنين في المدينة، الأمر الذي يضع الميليشيات الموالية لإيران أمام مفترق طرق، فإما الاستسلام والعودة إلى طاولة المفاوضات أو الدخول في مرحلة بداية النهاية.

وتوجت القوات اليمنية المشتركة، المدعومة من التحالف العربي، انتصاراتها على الساحل الغربي حيث حررت مناطق واسعة، بتحرير مطار الحديدة الاستراتيجي، وسط إصرارها على استكمال المعركة حتى دحر الحوثيين من المدينة ومينائها.

ورغم أنها تقدمت بسرعة كبيرة بعد إعلان انطلاق عملية تحرير مدينة الحديدة في 14 يونيو الجاري، إلا أن القوات المشتركة تريثت قبل شن العملية الخاطفة فجر الثلاثاء، والتي انتهت بعد ساعتين تقريبا بتحرير المطار.

تحرير مطار الحديدة.. ضربة قاسمة

 ويعود تريث القوات المشتركة إلى محاولة إعطاء فرصة لمندوب الأمم المتحدة لليمن، مارتن غريفيث، الذي وصل إلى صنعاء، السبت الماضي، لإقناع الحوثيين تسليم المدينة والميناء للشرعية، رغم أن مهمته كانت محكومة بالفشل المسبق بعد أن نعتها الميليشيات قبل وصوله للعاصمة.

وإفشال مهمة غريفيث ليس بأمر مستغرب على الميليشيات الموالية لإيران، فهي دأبت منذ اجتياح اليمن عام 2014 على ضرب وإسقاط كافة المبادرات السياسية، بيد أن ما حدث في الحديدة يضع الحوثيين أمام مفترق طرق.

العملية الخاطفة

وتحرير المطار بساعتين فقط في عملية خاطفة أوقعت عشرات القتلى بصفوف الحوثيين، يكشف جهوزية القوات المشتركة وإصرارها على استكمال العمليات والوصول إلى الحديدة، فهل تصل الرسالة إلى الحوثيين ويتخذوا خطوات تجنبهم الانهيار الكبير.

وهنا تبرز الخيارات الوحيدة أمام جماعة عبدالملك الحوثي، فإما الانسحاب من مدينة الحديدة ومينائها والعودة إلى طاولة المفاوضات للتوصل لحل سلمي، بناء على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن الدولي رقم 2216.

أو الاستمرار بالتعنت والتسويف، الأمر الذي سيعني حتما، وفق التطورات الميدانية الأخيرة وتصريحات المسؤولين العسكريين، في القوات المشتركة، دحرهم من محافظة الحديدة قبل بدء معركة تحرير محافظات صعدة وصنعاء والجوف، ما يعني نهاية المشروع الفارسي في اليمن.

معركة الحديدة.. جرائم الحوثيين