فتحت الانتصارات المتتالية التي حققها الجيش الوطني الليبي في درنة، الباب أمام عودة الحياة الطبيعية للسكان، في أعقاب طرد المجموعات الإرهابية من أغلب مناطق المدينة الساحلية الواقعة شرقي البلاد.
وفي أحد مراكز توزيع المساعدات الإنسانية بالمناطق المحررة من المدينة، يعكس المشهد تعافي درنة من الآثار التي تركتها الجماعات الإرهابية، وأخطرها تنظيم "مجلس شورى المجاهدين" التابع لتنظيم القاعدة، بعد أن عاثت فيها فسادا لسنوات.
عشرات السكان ممن عادوا إلى المدينة بعد نزوحهم منها بسبب المعارك الأخيرة، يصطفون للحصول على المؤن الغذائية وغيرها من مستلزمات الحياة الطبيعية التي حرمهم منها الارهاب.
وتستمر طواقم الهلال الأحمر الليبي بإدخال قوافل المساعدات إلى المناطق المحررة، تحت حماية الجيش الوطني الليبي، فيما توجد لجنة من الحكومة الليبية المؤقتة، للوقوف على احتياجات المواطنين والعمل على إعادة الخدمات المختلفة إلى المدينة.
ويقول مندوب الحكومة الليبية رضاء فريطيس: "بجهود القيادة العامة للجيش وتضحيات أبطالنا وبجهود رجال الأمن. اليوم وغدا وبعد غد سترجع درنة كما كانت".
وفي شوارع درنة، بدأت الحياة تعود تدريجيا إلى الأحياء السكنية والأسواق والمحال التجارية، فالمدينة عانت منذ سنوات من سيطرة الإرهابيين عليها، بعد أن كانت تعرف بمنارة العلم والفنون في ليبيا.
وبعيدا عن أزقة المدينة، ومن فوق التلال المطلة عليها، تبدو أعمدة الدخان المتصاعدة بين الحين والآخر.
ويركز الجيش الوطني عملياته العسكرية على آخر مناطق سيطرة الإرهابيين، بعد استعادة معظم أحياء المدينة منذ انطلاق عملياته العسكرية قبل أسابيع.