يعاني أهالي الحديدة في اليمن أوضاعا إنسانية كارثية منذ سيطرة ميليشيات الحوثي الانقلابية على مدينتهم، وهو ما دفع الآلاف للفرار من منازلهم والتوجه لمخيمات النزوح.
ويقوم الهلال الأحمر الإماراتي بتوزيع المساعدات الإنسانية في المناطق المحررة بمحافظة الحديدة، في إطار جهود التحالف العربي للتخفيف من أزمة اليمنيين.
وأهوال طريق النزوح وسوء الأحوال المعيشية تعادل معاناة النازحين من جرائم الحوثيين، الذين عاثوا فسادا في المدن والمناطق الخاضعة لسيطرتهم، وأمعنوا في إرهاب المدنيين.
وفر الآلاف من إرهاب ميليشيات إيران، إلى مخيمات في مناطق أكثر أمانا تقع تحت سيطرة قوات المقاومة المشتركة والتحالف العربي.
غير أن شبح جرائم وانتهاكات المتمردين لاتزال حية بذاكرتهم، وفق شهود من منطقة الجراحي، الذين أكد بعضهم أنهم فروا من التجنيد الإجباري.
والإرهاب الحوثي الذي تنوع بين تدمير منازل المدنيين كما هو الحال في منطقة الوازعية، دفع الأهالي إلى النزوح، ومناشدة المنظمات الإنسانية لمساعدتهم.
وأول من لبى نداءات النازحين، التحالف العربي، الذي دأب منذ بدء الأزمة على تقديم المساعدات الإنسانية لليمنيين تزامنا مع سعيه لتحرير المناطق الواقعة تحت قبضة إرهاب الميليشيات، التي بطشت باليمنيين وشردتهم في بلادهم.
وفي المناطق المحررة كالجاح، يوزع الهلال الأحمر الإماراتي مختلف المساعدات الإنسانية على السكان الذين بدؤوا بتنفس الصعداء، بعد أن هبت قوات التحالف لنجدتهم ودحرت المتمردين من مدينتهم.
هذا وقال رئيس مركز دراسات حقوق الإنسان، وليد الأبارة، إن اجتياح الحوثيين لعدة مناطق في البلاد أدى إلى ظهور أزمة إنسانية هي الأكثر تعقيدا في التاريخ الإنساني الحديث، مضيفا "منطقة الحديدة هي الأكثر تضررا من المجاعة، ويعيش فيها المواطنون بدون كهرباء وبدون أبسط الخدمات الإنسانية".
وأضاف، في لقاء مع قناة سكاي نيوز عربية "الحوثيون يستخدمون المدنيين كدروع بشرية.. إنهم يدركون أن الواقع الإنساني هو حائط صد، ويحاولون التلاعب بالأزمة الإنسانية واستغلالها".
ومنذ سيطرة الميليشيات الحوثية الموالية لإيران على الحديدة منذ أكثر من ثلاث سنوات، تعيش المحافظة أوضاعا إنسانية بالغة الصعوبة، ويعاني سكانها من ويلات المتمردين، الذين هددوا حياة الصيادين بالألغام البحرية ونهبوا المساعدات الإنسانية.
ومع وصول إرهاب الميليشيات إلى حد بات يهدد حتى أمن الملاحة الدولية، أطلقت قوات المقاومة المشتركة معركة تحرير الحديدة في مطلع مايو الماضي، محرزة انتصارات واسعة لتصبح على بعد بضعة كيلومترات من مطار المدينة.