استجداء، مناشدات، واقرار بالهزيمة، هذا ملخص خطاب زعيم ميليشيات الانقلاب في اليمن عبد الملك الحوثي.

محاولة تجميل واقع ميليشياته لم تنفع في أن تغطي على الحقيقة الواضحة التي بدت في كلمات رجل إيران الأول في اليمن، عبد الملك الحوثي أقر صراحة بالهزيمة في جبهات الساحل الغربي، واصفا الهزيمة بالتراجع وأن ذلك ليس نهاية المعركة.

الحوثي ناشد عناصره إلى عدم الهلع وترك ساحات القتال، واستجدى خلال كلمته القبائل إلى عدم الانفضاض من حوله، ولم ير الحوثي حرجا في أمر عناصره بالزج في المدنيين وإجبارهم على الدخول إلى ساحات القتال، وربما ذكر كلمة الهلع والارتباك أكثر من عشر مرات في كلمته.

وبعد أن باتت الحديدة قاب قوسين أو أدنى من التحرير، لم يجد زعيم الميليشيات غير الجبال كخط دفاع أخير حين قال إنه سيتحصن في جبال المحافظات الخاضعة لسيطرته وأنه سيستخدم الطبيعة الجغرافية الصعبة في اليمن خلال المرحلة المقبلة من المعارك.

تصريحات تعبر عن إفلاس عسكري وتكتيكي واستراتيجي شامل لدى القائد الأعلى لميليشيات الحوثي، فانقلابه بدأ في الجبال، قبل أن ينشر الموت في عموم اليمن، واليوم ها هو يعود إلى الجبال لكن ليس لبداية انقلاب جديدة، بل لكتابة بداية نهايته على أفضل تقدير.

من الجبال بدأ وإلى الجبال ينتهي، هكذا تبدو هي معادلة الحوثي الآن، بعد أن تلقى ضربات مزدوجة ومضاعفة في الألم والتأثير، فعلى ناحية فإن المقاومة اليمنية وبمشاركة واسناد من التحالف العربي قهروا الميليشيات عسكريا، وبات شريان تهريب الأسلحة المتمثل بميناء الحديدة على وشك الانقطاع، وعلى الناحية الأخرى فإن خيانات قيادات ميليشيات الحوثي التي فرت من ساحات القتال، قد دفعت بزعيم الانقلاب إلى الخيار المتبقي وهو الكهوف والجبال.

لكن عبد الملك الحوثي، قد لا يكون يختلف كثيرا عن قيادات ميليشياته، فهو أيضا يبدو على وشك الفرار وترك عناصره خلفه، بل وتاركا اليمن كلها، والتوجه إلى الدولة الراعية له وهي إيران.

فقد كشف موقع مركز أبحاث الجريمة في إيران المعروف اختصارا بـ ISICRC  عن ترتيب إيراني لهروب لزعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي.

مركز أبحاث الجريمة الإيرانية الموجود في الولايات المتحدة كشف أن إيران فكرت في تهريب الحوثي من اليمن إلى طهران على وقع الانتصارات الكبيرة للشرعية والمقاومة في اليمن بمساندة التحالف العربي.

وكشف المركز أنه تم وضع خطة إجلاء عبدالملك الحوثي بإشراف من قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وذلك في محاولة أخيرة من طهران لحفظ ماء وجهها، فبعد سنين من تهريب الإيرانيين السلاح إلى اليمن، تبدلت المعادلة وبات خيار إيران الوحيد هو تهريب رجلها الأول في اليمن إلى خارج البلاد.