شهدت العاصمة اللبنانية بيروت، ليل الاثنين الثلاثاء، توترات كادت تتسبب بفتنة طائفية، وذلك إثر اجتياح مواكب لمناصري ميليشيات حزب الله وحركة أمل مناطق عدة مطلقة شعارات فئوية بعد ظهور نتائج الانتخابات النيابية.
ومع صدور النتائج التي أظهرت اختراقا لحزب الله وأمل في دائرة بيروت الأولى على حساب رئيس الوزراء سعد الحريري، اجتاح شبان على متن دراجات نارية المناطق ذات الأغلبية السنية والمسيحية مطلقين شعارات طائفية واستفزازية.
وفي منطقة عائشة بكار، تصدى الأهالي لمئات الشبان من حزب الله وأمل، مما أدى إلى اندلاع مواجهات بالأيدي والعصي، الأمر الذي دفع الجيش والأمن إلى التدخل والانتشار في محاولة لمنع تفاقم التوتر.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، شبان يرفعون أعلام حزب الله وامل وهم يطلقون شعارات طائفية على غرار "بيروت صارت شيعية"، ومحاولة تحطيم تمثال لرئيس الوزراء الراحل، رفيق الحريري.
ويحاكم مسؤولين في حزب الله غيابيا أمام المحكمة الدولية الخاصة في لبنان بقضية اغتيال الحريري، والد رئيس الوزراء الحالي، في انفجار ضخم هز وسط لعاصمة بيروت عام 2005.
وعقب هذه الاستفزازات، انتشرت عناصر أمنية في محيط التمثال التذكاري للحريري، وفي محيط السراي الحكومي والأحياء المختلطة مذهبيا في بيروت وضواحيها.
وجرت اتصالات على أعلى المستويات لوقف المظاهر الاستفزازية لمناصري حزب الله وحركة أمل، ووقف مظاهر الفلتان الأمني في بيروت، وسط معلومات تم تداولها عن إشكالات مسلحة في اكثر من منطقة.
واعتبر تيار المستقبل، الذي يتزعمه الحريري، أن ما يحصل يعيد العاصمة إلى مناخات التحريض والعبث بالسلم الأهلي، و"نكأ جراح اليوم المشؤوم للسابع من أيار ٢٠٠٨".
ورأى مراقبون أن المظاهر الاستفزازية هذه، مماثلة لما حصل في السابع من مايو عام ٢٠٠٨، عندما احتلت ميليشيات حزب الله وحلفاؤها بيروت، قبل أن يتمدد إلى مناطق الجبل والبقاع شرقي لبنان، في محاولة لفرض واقع سياسي وأمني جديد.
ويرى متابعون أن حزب الله، وبعد فوزه بالانتخابات النيابية، يحاول فرض واقع سياسي جديد على الحريري، الذي خسر ثلث مقاعده في البرلمان، عبر الشارع والتحركات الأمنية.