أعلنت جماعة الحوثي الإيرانية المتمردة تعيين مهدي المشاط رئيسا لما يسمى المجلس السياسي الأعلى خلفا لصالح الصماد الذي أعلن المجلس مقتله بغارة للتحالف العربي يوم الخميس الماضي.
ويعد المشاط من المقربين لعبدالملك الحوثي، فهو صهره ومدير مكتبه ويوصف بأنه المحرك الأساسي للملف السياسي للميليشيا الحوثية الانقلابية.
وإلى جانب علاقة المصاهرة التي تربط المشاط بزعيم الحوثيين، فإنه يعتبر بمثابة "الصندوق الأسود" له، وحلقة الوصل التي تربطه بالقيادات الأخرى داخل الميليشيا وخارجها، وتم تعيينه عضوا لوفد الحوثيين المفاوض في مشاورات مع الحكومة الشرعية والتي رعتها الأمم المتحدة.
كما أن المشاط لعب دورا بارزا من خلال موقعه كمدير لمكتب زعيم الحوثيين، في اقتحام العاصمة صنعاء والانقلاب على السلطة الشرعية.
فالرجل هو أحد الموقعين على اتفاق السلم والشراكة بعد اجتياح ميليشيا الحوثي صنعاء في سبتمبر 2014 قبل أن ينقلب الحوثيون على الاتفاق ويستكملوا اغتصابهم للسلطة.
ويعتبر المشاط من صقور مليشيا الحوثي وكان صاحب سلطة فعلية داخل المجلس السياسي، ومن التيار المتطرف الموالي لإيران. إذ ارتبط الرجل ارتباطا مباشرا بالنظام الإيراني في طهران وقد قام بزيارتها مرات عدة وتدرب على إيدي خبراء الحرس الثوري الإيراني.
ويعرف عن المشاط بأنه شخصية قاسية وصلبة ويصنف ضمن الجناح الحوثي المتطرف، وقد تم اختياره من قبل الجماعة في شهر مايو من العام الماضي عضوا للمجلس السياسي الأعلى خلفا ليوسف الفيشي وذلك لطبيعة المواقف المتطرفة التي يتخذها المشاط لحسم الأمور مع الرئيس علي عبدالله صالح آنذاك.
ويصطف المشاط في إطار التكتلات والخلافات داخل الميليشيا إلى جانب محمد علي الحوثي وأبو علي الحاكم، مقابل جناح آخر كان يمثله صالح الصماد، وأجنحة أخرى يتصدرها عم زعيم الحوثيين عبدالكريم الحوثي، وبات صراع أجنحة الميليشيا واضحا ويتصاعد يوميا في الخلافات على النفوذ والنهب في مناطق سيطرتهم وتطور إلى عمليات اغتيال وتصفيات.
ويعتبر مراقبون أن تعيين المشاط رئيسا لما يسمى المجلس السياسي خلفا للصماد خطأ استراتيجيا وتعيينه يدل على عدم ثقة عبدالملك الحوثي بباقي قيادات الصف الأول، لأن المشاط من الجناح المتطرف وغير صالح للمسار السياسي وسيسرع بانهيار المليشيا وتطور الخلافات الداخلية وتصدع الدائرة الصغيرة لصنع القرارات السياسية والعسكرية للميليشيا الانقلابية.