اعتبر مراقبون مقتل القيادي الحوثي صالح الصماد تطورا يزيد من حالة التخبط التي تعيشها المليشيا الموالية لإيران، وأن من شأنه رفع حدة الصراعات في صفوف الحوثيين وإضعاف معنويات مقاتليهم.

فبعد خمسة أيام من مصرعه، أعلن عن مقتل الصماد من ضاحية بيروت الجنوبية، وللزمان والمكان والتوقيت دلالات، تؤجل الحديث عنها أهمية الخبر وصاحبه ومآلات وتداعيات مصرعه.

ويرى مراقبون أن مقتل الصماد بمثابة زلزال بالنسبة للمليشيا الحوثية، التي يعد الصماد الرجل الثاني بها.

وبمصرعه تكون الميليشيا قد خسرت أحد اقوى أركانها خصوصا وأن الصماد يوصف في أدبيات الانقلاب بالقائد الأعلى لقوات المليشيا أو ما يسمونها بالقوات المسلحة، والتي حاول الصماد قبل مقتله لملة شتاتها في الساحل الغربي وتحديدا في الحديدة.

مقتل القيادي الحوثي صالح الصمّاد

ولا شك أن مقتل الصماد سيزيد طين هزائمها بلة في جبهة الساحل الغربي ويغرق ميليشيا الحوثي في مزيد من التخبط، ولا أدل على هذا التخبط من إعلان الحوثيين تعيين صهر زعيمهم مهدي المشاط خلفا للصماد، وهو ما رأى فيه خبراء مسمارا ربما يكون الأخير في نعش العمل السياسي للحوثيين.

ورغم أن المليشيات بدت وقد رتبت للأمر بعناية قبل إعلان النبأ إلا أنها عادت فأعلنت ما سمته بحالة الاستنفار القصوى في صنعاء ومناطق سيطرتها، مما يعكس تخوف قادتها من صدامات قد تحدث بين أجنحتها المتصارعة والتي كان الصماد يقود أحدها في مواجهة خصمه رئيس ما تسمى باللجنة الثورية محمد علي الحوثي، ومن ورائه عبد الكريم الحوثي عم زعيم المليشيا ومن يقال أنه القائد الفعلي لها.

وأيا كان الامر فإن مقتل الصماد يعد خسارة هي الأكبر للميليشيا على صعيد القيادات، وهو حدث سيصعد من وتيرة الصراع داخل الجماعة ويضعف معنويات مقاتليها في الجبهات، ويصل بتردداته إلى طهران التي استثمرت في الصماد حيث أعدته ودربته لسنين طوال.

وهذه الحادثة أيضا تعد تطورا استراتيجيا، يدل على اختراق استخباراتي كبير اجتاز هذه المرة الدائرة المغلقة في أعلى سلم قيادة الانقلاب، ولاشك أنه سيجعل باقي قادة الانقلاب يتحسسون رقابهم كثيرا بعد مصرع الصماد.

صور لموقع مصرع الصماد