لا يمكن أن يكون احتجاز السفن في عرض البحر ومنعها من الوصول إلى وجهتها، سوى عمل من أعمال القرصنة وقطع الطرق، وهذا ما ينطبق على ميليشيات الحوثي في اليمن.

فالميليشيات المدعومة من إيران لم تنقطع استفزازاتها للملاحة البحرية في البحر الأحمر، منذ سيطرتها على الحديدة ومينائها عام 2014.

وعلى هذا فلم يكن الأمر مستغربا أن يقوم الحوثيون باحتجاز 19 سفينة تحمل مساعدات إنسانية للشعب اليمني، وتمنعها من دخول ميناء الحديدة.

وهذا الأمر أكده السفير السعودي مدير مركز إسناد العمليات الانسانية الشاملة في اليمن محمد آل جابر.

وغرد آل جابر عبر حسابه في "تويتر" قائلا :"يتابع مركز إسناد العمليات الانسانية الشاملة في اليمن بقلق عميق احتجاز الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران أكثر من 19 سفينة مشتقات نفطية، في منطقة رمي المخطاف الخاضعة لسيطرة الميليشيات".

وأضاف السفير السعودي أن الميليشيات الإيرانية تمنع السفن من دخول ميناء الحديدة، رغم عدم وجود أي سفن فيه حاليا، وهو ما يمثل انتهاكا جديدا يضاف إلى سجل المتمردين الحافل بالتجاوزات.

ويبدو أن الحوثيين يريدون من وراء تلك الخطوة تحقيق مكاسب مالية، سواء من خلال الاستيلاء على تلك السفن المحملة بالمشتقات النفطية وبيعها، أو من خلال فرض إتاوات على أصحابها من أجل السماح لها بتفريغ حمولتها في ميناء الحديدة، رغم أنها تحمل مساعدات للشعب اليمني.

والخطر الأكبر أن يقوم الحوثيون بتفجيرها، وهو أمر ليس مستبعدا بالنظر إلى سجل الميليشيات الإجرامي.

خطوة الحوثيين هذه لقيت استنكارا واسعا، وأكدت أكثر من أي وقت مضى خطورة بقاء ميناء الحديدة والمنطقة تحت سيطرة تلك الميليشيات، وما يشكله ذلك من خطورة على قوافل المساعدات الإنسانية الموجهة لليمنيين بشكل خاص، وعلى الملاحة في البحر الأحمر بشكل عام.