في اللحظة التي كان فيها رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد، آبي أحمد، يؤدي اليمين الدستورية، كانت عيون عاصمة عربية أو أكثر تتجه إلى مقر البرلمان في أديس آبابا.
فالقاهرة تحديدا، تنتظر أن تسمع الكلمات الأولى للقادم لسدة الحكم في أثيوبيا، بعد مرور نحو شهرين على استقالة رئيس الوزراء هايلي ديسالين.
ويأتي ترقب القاهرة، وربما بدرجة أقل الخرطوم، مرجعه موضوع سد النهضة، الذي تقيمه إثيوبيا على النيل الأزرق ويثير خلافات بين الدول الثلاث.
وخلال كلمته في البرلمان الإثيوبي لأداء اليمين خلفا لديسالين، خلت كلمات آبي أحمد مما يمكن اعتباره مؤشرات واضحة على موقفه من السد.
إلا أن رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد اكتفى بوصف سد النهضة بأنه موحد للعرقيات الإثيوبية، ودعا المواطنين للاستفادة من الروح الوحدوية، التي أوجدها المشروع لتحقيق النمو الاقتصادي في البلاد.
وأولى آبي أحمد اهتماما أكبر للقضايا الأكثر إلحاحا في تقديره، وهي تحقيق الاستقرار داخليا ومكافحة الفساد وتعزيز الممارسة الديمقراطية.
وبالنسبة للخارج، أظهر اهتماما أكبر للجارة إرتيريا، مبديا استعداده للعمل لتسوية الخلافات في علاقات البلدين.
القاهرة والخرطوم
وتتوقع القاهرة والخرطوم أن يسهم تعيين آبي أحمد في تفعيل اتفاق قادة الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا خلال القمة الأفريقية الأخيرة بتشكيل لجنة ثلاثية لبحث الخلافات القائمة بينها بشأن السد.
وكان الاتفاق ينص على أن تنهي اللجنة عملها خلال شهر، غير أن تشكيل اللجنة تأخر بسبب استقالة ديسالين.
وآبي احمد أول رئيس من عرقية الأورومو، وهي أكبر عرقية في البلاد، يتولى رئاسة الوزارة.
ومن المتوقع على نطاق كبير أن يؤدي تعيينه إلى طي صفحة الاحتجاجات، التي كانت سببا رئيسا في استقالة سلفه ديسالين.