أقام مسيحيون، يوم السبت، أول قداس في كنيسة السيدة العذراء للسريان الأرثوذكس، في مدينة دير الزور في شرق سوريا، بعد انقطاع لسنوات طويلة جراء المعارك وتواجد تنظيم داعش.

وفي شارع سينما فؤاد الذي كان يسيطر عليه المتشددون في وسط المدينة، أقام البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني، الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، القداس بحضور عدد من المسيحيين العائدين للمدينة وبمشاركة رجال دين مسلمين.

وجرى القداس في كنيسة السيدة العذراء رغم الدمار الكبير الذي لحق بها، فبدت فجوات في قبتها، وسقطت حجارة جدرانها، ولم يبق داخلها سوى حجارة وأسلاك وأوراق وبقايا قذائف.

ووضع المنظمون طاولة صغيرة بدلاً من المذبح المتضرر، واستبدلوا المقاعد الخشبية بكراس خضراء بلاستيكية.

وتمكن جيش النظام السوري في بداية نوفمبر من السيطرة على كامل مدينة دير الزور بعدما طرد تنظيم داعش من الأحياء الشرقية التي كان يسيطر عليها منذ العام 2014.

ويعد القداس الأول في المدينة منذ صيف 2012، العام الذي سيطرت فيه فصائل معارضة ومتشددة على أجزاء واسعة من المحافظة ومدينتها دير الزور، قبل أن يتصاعد نفوذ تنظيم داعش ويستولي عليها.

وقال البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني، خلال الصلاة، إن الشعور لا يوصف أثناء إقامة الصلاة في الكنيسة شبه المهدمة.

وصرح مطران الجزيرة والفرات مار موريس عمسيح بأن "المهم الآن هو إعادة الحياة، وإعادة أهالي دير الزور ومسيحييها إليها"، داعياً أبناء المدينة وخاصة المسيحيين منهم للعودة.

ويُقدر عدد مسيحيي دير الزور قبل بدء النزاع في العام 2011 بأكثر من ثلاثة آلاف.