تمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، المعروفة بـ"الأونروا" والتي صادف في ديسمبر الماضي مرور 68 عاما على نشأتها، بظروف صعبة وتتعرض لحرب من قبل إسرائيل والولايات المتحدة لتصفيتها وبالتالي "شطب" قضية اللاجئين الفلسطينيين.

فقد أقدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تجميد نصف المساعدات الأميركية للوكالة ردا على رفض الفلسطينيين اعتراف ترامب، مطلع ديسمبر الماضي، بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ووفقا للأنباء، جمدت واشنطن 65 مليون دولار أميركي من أصل 125 مليونا كانت تقدمها الولايات المتحدة للأونروا، وتشكل نحو 30 بالمئة من ميزانية الوكالة.

وفي وقت سابق، شن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو هجوما على الوكالة مطالبا بتصفيتها من الوجود، واعتبر أنها "تديم مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وتديم أيضا رواية ما يسمى بحق العودة الذي يهدف إلى تدمير دولة إسرائيل، ولذا يجب أن تزول الأونروا من الوجود".

نشأة الأونروا

تعد قضية اللاجئين الفلسطينيين القضية الدولية الأطول عمرا بين قضايا اللاجئين، رغم أن المجتمع الدولي أقر عام 1948 ضرورة وجوب عودتهم إلى ديارهم، كحق ثابت من حقوقهم في تقرير مصيرهم.

وفي 8 ديسمبر 1949 ولدت الأونروا، بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302، وبدأت مزاولة أعمالها في 1 مايو 1950، بغية توفير الخدمات الإغاثية والصحية والتعليمية للاجئين الفلسطينيين في 58 مخيما أنشئ لأجلهم في الأردن وسوريا ولبنان بالإضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.

ورغم مرور أكثر من 68 عاما على تأسيسها، ما زالت "الأونروا" تقدم خدماتها لنحو 5.9 مليون لاجئ فلسطيني في الشرق الأوسط، مسجلين في قوائمها.

الأونروا واللاجئون الفلسطينيون
1+
1 / 5
الأونروا وقضية اللاجئين
2 / 5
اللاجئون والمخيمات في فلسطين والشتات
3 / 5
ميزانية الأونروا 2017
4 / 5
خدمات الأونروا للاجئين الفلسطينيين
5 / 5
الأونروا واللاجئون الفلسطينيون

أعداد اللاجئين

تشير سجلات الأونروا إلى أن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها حتى نهاية 2016 يقدر بنحو 6 ملايين لاجئ وهذه الأرقام تمثل الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيش نحو ثلثهم في المخيمات.

يشكل اللاجئون الفلسطينيون المقيمون في الضفة الغربية والمسجلون لدى الأونروا في العام 2016 ما نسبته 17.0 في المئة من إجمالي اللاجئين المسجلين لدى الوكالة ويشكلون نحو 26.2 في المئة من سكان الضفة.

أما في قطاع غزة، فبلغ عددهم نحو 1.445 مليون نسمة، ويشكلون ما نسبته 24.5 في المئة من إجمالي اللاجئين، ويشكلون أيضا 65.3 في المئة من سكان القطاع.

أما على مستوى الدول العربية، فقد بلغت نسبة اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الوكالة في الأردن 39.1 في المئة (نحو 2.306 مليون)، مقابل 8.8 في المئة (519 ألفا) في لبنان، في حين بلغت النسبة في سوريا، قبل اندلاع الأحداث السورية، 10.6 في المئة (نحو 625 ألفا).

وتشير الإحصائيات السابقة إلى أن حوالي 42 في المئة من مجمل السكان في الأراضي الفلسطينية (الضفة والقطاع) هم لاجئون.

خدمات الأونروا

تتنوع الخدمات التي تقدمها الأونروا للاجئين المسجلين لديها ما بين التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية وتغطي كل المخيمات الفلسطينية.

وتتوزع مخيمات اللاجئين بواقع 12 مخيما في لبنان و10 في الأردن و9 في سوريا و27 في الأراضي الفلسطينية (19 في الضفة الغربية و8 في قطاع غزة).

وتدير الأونروا نحو 900 منشأة بين مدرسة وعيادة صحية ومركز تدريب مهني، يعمل فيها حوالي 30 ألف موظف وموظفة في مناطق عمليات الوكالة في كل من الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة.

ومن بين هذه المنشآت، هناك 703 مدراس، ما يعني أن البرنامج التعليمي الذي تديره الأونروا يعتبر من أكبر برامج الوكالة، ويستحوذ على أكثر من نصف ميزانيتها المقدرة بنحو 1.2 مليار دولار سنويا.