اختارت بعض النساء السوريات مزاولة أعمال شاقة في لبنان لتعيل عائلتها وتواجه تحديات اللجوء. وتشهد الأعمال الزراعية في لبنان بمختلف قطاعاتها إقبالا كبيرا من اللاجئات السوريات للعمل ولساعات طويلة.

وتنقّب خالدية عن لقمة عيشها في الأرض، وتحت تحت أشعة الشمس الحارقة تجمع حبات البصل بعد تنظيفها لترتيبها في الصناديق المعدة للبيع.

وقد بدأت خالدية بمزاولة هذا العمل مذ كانت في العاشرة من عمرها، منذ لجوئها الى لبنان هربا من الحرب الدائرة في بلادها.

فالحقول التي يفترض بها أن تكون مساحة لعب للأطفال تحولت إلى مقر لعمل شاق يسرق من يوميات العديد من اللاجئات ساعات طويلة، وجهدا كبيرا، في مقابل اجر زهيد لا يتجاوز الخمسة دولارات يتقاسمها مع العاملات من يصطلح على تسميته بالشاويش، وهو الولي والحاكم بأمرهن.

يقول أصحاب العمل انهم يفضلون اليد العاملة النسائية لانضباطها في العمل، ولأنها ترضى بتقاضي نصف ما يطلبه الرجل.

ورغم أن خروجها إلى سوق العمل يهدف لإعالة عائلتها وتحسين وضعها الاقتصادي، إلا أن ذلك لا يرفع من شأن المرأة  اجتماعيا.

وتتحدى تلك النسوة العادات ويخرجن للعمل ... ولكنهن يبقين في نهاية المطاف الحلقة الأضعف ضمن المعادلة السياسية والاجتماعية المحيطة بها .