احتفظت مدينة سنغافورة بصدارتها لأغلى المدن في العالم للعام الثالث على التوالي، لكن الفارق بينها وبين المدينتين اللتين احتلتا المركزين الثاني والثالث تضاءل أكثر فأكثر، بحيث باتتا قريبتين منها، بحسب ما أظهرت دراسة أعدتها وحدة معلومات الإيكونوميست.
ولم تدخل أي مدينة عربية ضمن هذه القائمة، لكن بالمقابل، وضمن قائمة أرخص مدن العالم، دخلت مدينتا دمشق والجزائر ضمن القائمة التي ضمت 4 مدن هندية، هي مومباي وبانغلور ونيودلهي وتشيناي وواحدة باكستانية هي كراتشي ولوساكا في زامبيا وألماتي في كازاخستان وكراكاس في فنزويلا.
وبحسب الدراسة، فقد اقتربت مدينتا زيوريخ السويسرية وهونغ كونغ، اللتان حلتا ثانية وثالثة على التوالي، من سنغافورة كثيرا، حيث شهدت هونغ كونغ قفزة كبيرة، في الغلاء، إذ كانت تحتل المركز السابع خلال العام السابق.
كذلك صعدت كل من لندن ونيويورك ولوس أنجلوس إلى المراكز السادس والسابع والثامن على الترتيب، فحلتا محل مدن سيدني وملبورن وأوسلو، وهي المدن التي خرجت من قائمة أغلى 10 مدن عالمية.
ويعتبر المركز الذي احتلته نيويورك الأعلى الذي تحققه بين مدن العالم الغالية منذ العام 2002، كما أنها قفزت 42 مركزا مقارنة بمركزها في العام 2011، عندما كانت في آخر قائمة أغلى 50 مدينة في العالم.
على أي حال، فإن مدينة نيويورك تظل هي المعيار المحدد لغلاء الأسعار والمعيشة في مدن العالم.
وأعادت وحدة المعلومات أسباب ارتقاء المدن الأميركية في قائمة المدن العشرة الأكثر غلاء إلى ارتفاع سعر الدولار وضعف سعر اليورو، كما أن انخفاض سعر الدولار النيوزيلندي والأسترالي ساهم في خروج مدن الدولتين من القائمة، في حين أن استقرار سعر الفرنك السويسري وارتفاع متوسط الدخل في سويسرا ساهم في بقاء مدينتيها ضمن القائمة، وسوف يظل يساهم في ذلك مستقبلا.
وأظهرت الدراسة أن مؤشر مستوى المعيشة في هذه المدن قبل 5 سنوات كان 87.8 في المئة، حيث المعيار هو نيويورك، وفي العام 2014، تراجع المؤشر إلى 79.7 في المئة، واستمر في التراجع خلال العام الماضي ليصل إلى 71.5 في المئة.
لكن، رغم احتلال سنغافورة صدارة المدن الأكثر غلاء في العالم، فإنها لا تزال توفر بعض المنتجات بأسعار مناسبة، خصوصا فيما يتعلق بالسلع في محال البقالة، والتي تبدو متاحة بأسعار مماثلة لما تتيحه محال البقالة في نيويورك، في حين أن أسعار السلع نفسها العاصمة الكورية الجنوبية سول أغلى بنسبة 33 في المئة، وفي طوكيو بنسبة 26 في المئة وفي هونغ كونغ بنسبة 28 في المئة.
وبالمقابل فإن شراء سيارة في سنغافورة سيكلف أكثر بكثير من شراء سيارة في أي مكان آخر في العالم، كما أن تكاليف النقل فيها يقترب من 3 أضعاف تكاليف النقل في نيويورك.
وأظهرت الدراسة مقارنة لأسعار بعض السلع في المدن العشرة، توقعاتها بعد 5 سنوات و10 سنوات.
فعلى سبيل المثال، يبلغ سعر ربطة الخبز في سول حاليا حوالي 12.44 دولار، مقرنة 2.46 دولار في لندن وهو سعر أقل مما كان عليه العام الماضي، حيث كان سعره في سول 13.91 دولار، و2.68 دولار في لندن، أما بعد 10 سنوات، فسوف يتراجع إلى 5.23 في سول و1.96 دولار في لندن.
وأما السجائر، فإن شراء علية سجائر في لندن سيكلف المرء غاليا، إذ يصل سعر العلبة فيها إلى 14.3 دولار، بينما كان العام الماضي 14.92 دولار، أرخص مدينة من المدن العشرة في سعر السجائر هي سول، حيث يبلغ سعر علبة السجائر فيها 3.71 دولار مقابل 2.69 العام الماضي.
وستواصل أسعار السجائر انخفاضها خلال الأعوام المقبلة، ليصل سعرها في لندن بعد 10 سنوات إلى 9.73 دولار للعلبة و2.44 دولار في سول.
وفيما يتعلق بسعر البنزين، فإن سعر الليتر في هونغ كونغ هو الأعلى، ويصل إلى 1.76 دولار، مقارنة بـ0.63 في نيويورك.
وستظل نيويورك هي الأرخص في سعر البنزين حتى بعد 10 سنوات، حيث سيظل سعر الليتر أقل من دولا، وسيصل إلى 0.83 دولار، مقابل 1.83 دولار في باريس.
أما فيما يتعلق بأرخص مدن العالم، فقد ضمت القائمة مدينتين عربيتين هما دمشق والجزائر، وحلتا في المركزين 124 و127 على التوالي، كما هو موضح في الإنفوغرافيك المرفق.