تقترب القيمة السوقية لشركة "أبل" من الوصول إلى أربعة تريليونات دولار، لتكون بذلك أول شركة تصل إلى هذا المستوى، معززة مكانتها في صدارة ترتيب الشركات حول العالم.
- بحسب بيانات companiesmarketcap، فإن القيمة السوقية لشركة "أبل" تصل إلى 858 تريليون دولار، متقدمة على إنفيديا (3.420 تريليون دولار) ومايكروسوفت (3.236 تريليون دولار).
- ارتفعت قيمة الشركة بنحو 86 بالمئة حتى الآن خلال العام الجاري 2024، وكانت قد سجلت ارتفاعاً بنحو 44.87 بالمئة في 2023، بعد تراجع بنحو 28.77 بالمئة في 2022.
قصة شركة "أبل" شاهدة على زخم شركات التكنولوجيا، وكذلك حضورها القوي في وول ستريت، وهيمنتها على السوق بشكل واسع، لا سيما أيضاً مع التقدم الكبير الذي تحققه "إنفيديا" صاحبة المركز الثاني، والتي ارتفعت قيمتها على نحو مذهل خلال العام، بدعم من زيادة الطلب على شرائح الذكاء الاصطناعي.
وبينما تحتل شركات التكنولوجيا مكان الصدارة ضمن ترتيب أكبر الشركات من حيث القيمة السوقية في العالم، ومع الأداء الإيجابي الذي تقدمه أسهم تلك الشركات في الأسواق بدعمٍ من زيادة الطلب على منتجاتها وخدماتها.. فهل يمكن أن تحافظ أسهم شركات التكنولوجيا على الزخم في العام المقبل 2025 بنفس الوتيرة؟
القطاع التكنولوجي يدفع الزخم
تقرير لـ "بيزنس إنسايدر" اطلع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" عليه، يحدد أبرز القطاعات الفائزة في العام 2024 في وول ستريت، وفي مقدمتها القطاعات التي يحركها الذكاء الاصطناعي كما كان متوقعاً قبل بداية العام.
ويشير التقرير إلى أن:
- قطاع خدمات الاتصالات قاد قائمة الارتفاعات بعائد بلغ 45 بالمئة تقريباً منذ بداية العام. يليه قطاع تكنولوجيا المعلومات، الذي ارتفع بنسبة 40 بالمئة هذا العام.
- وفي وقت ظلت فيه معنويات المستهلكين مرتفعة نسبياً حتى في مواجهة التضخم الذي كان أكثر صرامة من المتوقع، عزز ذلك قطاع السلع الاستهلاكية التقديرية بنسبة 38 بالمئة.
- على النقيض من ذلك، حققت قطاعات الرعاية الصحية والطاقة والمواد والعقارات عائدًا بنسبة 5 بالمئة أو أقل هذا العام.
ولا يزال خبراء السوق متفائلين بشأن التكنولوجيا وحركة الذكاء الاصطناعي في العام 2025، لكنهم يتوقعون أيضاً أن تتوسع عائدات السوق وتأتي من مصادر مختلفة.
وتستعد وول ستريت لإلغاء القيود، علاوة على التعريفات الجمركية، وسياسات الهجرة الجديدة في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب، والتي سيكون لها تأثيرات مختلفة عبر السوق.
أبرز الأسهم
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي في مركز كوروم للدراسات الاستراتيجية، طارق الرفاعي، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن أكثر الأسهم التي شهدت تهافتاً من قبل المستثمرين في وول ستريت خلال العام 2024 هي: آبل وتسلا ومايكروسوفت وآمازون وميتا وإنفيديا التي اشتهرت مؤخراً مع نجاح قطاع الذكاء الاصطناعي.
وأضاف: "من بين أكثر الأسهم التي تحقق أكثر عوائد كانت إنفيديا .. وهو ما يعطي انعكاساً بأن المستثمر في عام 2024 كان يتجه بشكل أقوى نحو الشركات ذات التكنولوجيا العالية".
يشار إلى أنه منذ بداية العام ارتفعت القيمة السوقية لشركة "إنفيديا" بنحو 1179.64 بالمئة. وتصل قيمتها حالياً إلى 3.420 تريليون دولار.
وفيما يتعلق بالأداء المتوقع لتلك الشركات في العام المقبل، ومدى إمكانية محافظتها على الزخم، قال الرفاعي: "ليس شرطاً أن يستمر القطاع الناجح في عامٍ بنجاحه في العام الذي يليه"، مشيراً إلى أن القطاع التكنولوجي كان قد حقق نجاحاً في عام 2023، وأن نجاح هذا القطاع جاء لعامين على التوالي بينما قبلهما كان قد شهد تصحيحاً في عام 2022 إلى بداية 2023.
وأفاد بأن القطاع التكنولوجي شهد ارتفاعات عالية، لذا من المرجح أن يحدث نوع من التصحيح في العام المقبل بسبب النمو العالي لهذه الشركات التكنولوجية، مستبعدا هبوطه.
دعم الذكاء الاصطناعي
وفي سياق متصل، يلفت تقرير لـ "فوربس"، إلى أن:
- العام 2023 هو العام الذي "اكتشف فيه العالم الذكاء الاصطناعي التوليدي". وفي العام 2024، بدأت الشركات تدرك القيمة من استخدام الـ AI، وفق تقرير لشركة ماكينزي.
- أدى التبني المتزايد إلى زيادة الطلب الشديد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ومن ناحية أخرى، استثمرت مراكز البيانات مليارات الدولارات في الأجهزة والبرامج لتشغيل وتطوير وتدريب تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
- في العام 2025، ستسعى شركات مثل OpenAI إلى نقل قدرات الذكاء الاصطناعي إلى مهام متزايدة التعقيد.
- العام المقبل من المتوقع أن تتوسع حالات استخدام الذكاء الاصطناعي عبر الصناعات وفي مجال الحوسبة الشخصية. وستحاول المنظمات التي استثمرت في الذكاء الاصطناعي تحديد القيمة التجارية لهذه الاستثمارات.
وينقل التقرير عن المؤسس والشريك الإداري لشركة قرطاج كابيتال مانجمنت، ستيفن وو، قوله إن ما يقرب من نصف مؤشر ستاندرد آند بورز 500 يتركز في أسهم التكنولوجيا، موضحاً أنه "مع ارتفاع توقعات الذكاء الاصطناعي، من الأهمية بمكان أن يستمر الذكاء الاصطناعي في تلبية التوقعات وإلا فقد تكون هناك عواقب وخيمة".
ومن المرجح أن يستمر الإنفاق على البنية الأساسية للذكاء الاصطناعي، ولكن وتيرة هذا الإنفاق وتركيزه قد يتغيران، وفق التقرير.
وحدد التقرير أفضل 6 أسهم في مجال الذكاء الاصطناعي للشراء في عام 2025، في مقدمتها جاءت "إنفيديا" ثم TSM و ASML Holding و Synopsys و Teradyne و Shutterstock ، على التوالي.
يوضح ذلك كيف أن شركات التكنولوجيا العملاقة في وول ستريت تصنع زخماً قوياً يدفع الأسواق المالية إلى مستويات قياسية جديدة.
مدعومة بالتطورات في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، تعزز شركات مثل أبل وأمازون وإنفيديا موقعها الريادي في السوق، ما يعكس ثقة المستثمرين في قدرتها على تحقيق أرباح متزايدة وسط تحولات الاقتصاد الرقمي. وفي وقت تواصل فيه هذه الشركات الاستفادة من الإنفاق الكبير على البحث والتطوير، مما يعزز قدرتها على تقديم حلول مبتكرة تلبي الطلب المتزايد على التكنولوجيا المتقدمة.
من جهة أخرى، تسهم النتائج المالية القوية لهذه الشركات في رفع معنويات السوق بشكل عام، حيث حققت إيرادات تفوق التوقعات مدعومة بنمو قاعدة العملاء والتوسع في القطاعات الاستراتيجية. وبما يعكس قوة قطاع التكنولوجيا كقاطرة للنمو الاقتصادي، حيث تعمل هذه الشركات على جذب تدفقات استثمارية كبيرة، مما يدفع مؤشرات الأسهم إلى مستويات قياسية ويزيد من أهمية هذا القطاع في صياغة المشهد الاقتصادي العالمي.
ثورة التكنولوجيا
من جانبه، قال رئيس الأسواق العالمية في Cedra Markets، جو يرق، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن أسهم قطاع التكنولوجيا من أكثر الأسهم التي شهدت إقبالاً في العام 2024، فمنذ نهاية العام الماضي أحدثت شركات التكنولوجيا وكل ما هو مرتبط بالذكاء الاصطناعي ثورة ومازالت مستمرة حتى الآن.
وأضاف: العظماء السبع يتمثلون في شركات التكنولوجيا والمرتبطة بها، كما أن الشركات الصغيرة، التي من المتوقع أن يدعمها خفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأميركي، جميعها تستفيد من هذا الزخم.
وذكر أن شركات التكنولوجيا شهدت زخماً خلال العام 2024 وبعضها حقق أرباحاً وصلت إلى 150 بالمئة ومرشحة إلى أن تستكمل الطلب عليها خاصة مع دعم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بعد توليه رسميا الرئاسة بالولايات المتحدة الأميركية في العام الجديد، الذي اختار رئيس شركة تسلا إيلون ماسك مستشاراً له وهو رائد بالتكنولوجيا ومحرك رئيسي بالأسواق في الوقت الراهن.