استقبال عضو جديد في العائلة (مولود جديد) يمثل لحظة مميزة ومليئة بالمشاعر، لكنها تحمل تحديات مالية تتطلب إدارة دقيقة؛ فمع قدوم الطفل، تبرز احتياجات جديدة تشمل تكاليف الرعاية الصحية وتجهيزات الأطفال والتعليم المستقبلي، مما يجعل التخطيط المالي ضرورة لتخفيف الضغوط المتزايدة وضمان استقرار العائلة.

يتطلب التعامل مع هذه المرحلة منهجية متوازنة تركز على التحضير المسبق وإعادة ترتيب الأولويات، ذلك أن وضع خطة إنفاق محكمة والبحث عن حلول اقتصادية لتأمين الاحتياجات الأساسية، يقلل من الأعباء المالية دون المساس بجودة حياة الطفل. كما أن التخلي عن الكماليات غير الضرورية يمنح العائلة مساحة مادية أكبر للتعامل مع الاحتياجات الجديدة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للعائلات الاستفادة من الدعم الاجتماعي والبرامج المخصصة للأسر الجديدة لتخفيف الأعباء. سواء من خلال مساعدة الأسرة الممتدة أو استغلال المزايا الحكومية والمجتمعية، يصبح من الممكن تحقيق توازن بين الالتزامات المالية والفرحة المصاحبة لهذا الفصل الجديد، مما يتيح تركيزاً أكبر على بناء ذكريات جميلة مع الطفل الجديد.

أخبار ذات صلة

خدع العصر الرقمي.. كبار السن في مرمى المحتالين
الاستشارات المالية في العصر الرقمي.. فرص وتحديات

مسؤوليات مالية

ويشير تقرير لـ "فوربس" اطلع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" عليه، إلى أن إنجاب طفل تجربة مليئة بالفرح والتحولات، لكنه يتطلب مسؤوليات مالية كبيرة تحتاج إلى تخطيط دقيق.  ونقل التقرير نصائح أبوين لأول مرة مع طفل عمره 15 شهرًا، اكتشفا سرعة تراكم التكاليف وأهمية وضع ميزانية لتخفيف الضغوط المالية.

تشمل النفقات الأساسية الحفاضات ومعدات الأطفال، بالإضافة إلى تكاليف مستمرة مثل رعاية الطفل والنفقات الطبية.

بينما يساعد إعداد ميزانية على الاستقرار المالي من خلال وضع استراتيجيات واضحة لإدارة التكاليف وتحديد فرص التوفير.. واستعرض التقرير، استراتيجيات إعداد الميزانية للآباء الجدد، يمكن تلخيصها على النحو التالي:

  • تتبع الدخل والمصروفات باستخدام تطبيقات أو جداول بيانات لتحديد مجالات تقليص الإنفاق وإعادة تخصيص الأموال لاحتياجات الطفل.
  • استهدف توفير ما يغطي 6 أشهر من النفقات لمواجهة الأحداث غير المتوقعة، مما يخفف الحاجة إلى الاستدانة.
  • ركز الإنفاق على الضروريات كسرير آمن ومقعد سيارة، واستفد من الهدايا أو المقتنيات المستعملة لتوفير المال.
  • الرضاعة الطبيعية (إذا أمكن): توفر الرضاعة الطبيعية فوائد صحية ومالية مقارنة بالتغذية بالحليب الصناعي، مع مراعاة البدائل عند الحاجة.
  • راجع خيارات التأمين لتشمل التغطية الطبية اللازمة، وفكر في حسابات الادخار الصحي لتقليل المصروفات.
  • ناقش مع شريكك وأرباب العمل حول خطط الإجازة الأبوية وتكاليف الرعاية، لتعزيز التخطيط المشترك وتقوية الاستقرار المالي.
  • فكر في الادخار لتعليم الطفل، مع الاستمرار في الادخار للتقاعد وتحديث الوصايا لتشمل ترتيبات الحضانة.

أخبار ذات صلة

ادخار أموالك في تطبيقات الدفع الرقمية.. المزايا والعيوب
أخطاء مالية يتعين على الشباب تجنبها في مقتبل حياتهم

تعديلات جوهرية للميزانية

من جانبه، شدد الخبير الاقتصادي، ياسين أحمد، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" على أهمية التخطيط المالي السليم للأسر التي تستقبل مولودًا جديدًا، مشيرًا إلى أن وجود طفل في الأسرة يتطلب تعديلات جوهرية في ميزانية الأسرة وتحديد الأولويات لتجنب الأزمات المالية.

واستعرض بعض النصائح المهمة في هذا السياق، على النحو التالي:

  • ضرورة إعداد ميزانية شهرية تأخذ بعين الاعتبار التكاليف الجديدة المرتبطة بالطفل مثل الحفاضات والطعام والملابس والرعاية الصحية.. مع تقسيم الدخل بين الاحتياجات الأساسية ومصاريف الطفل والادخار لضمان توازن مالي مستدام.
  • اتباع سياسة تقشفية واعية يمكن أن يساعد في تقليل الضغوط المالية. ومن بين هذه الاستراتيجيات (شراء مستلزمات الطفل بالجملة لتحقيق توفير أكبر، واستبدال بعض المشتريات الجديدة بمستعملة بحالة جيدة مثل الألعاب، والاستفادة من العروض والخصومات على مستلزمات الأطفال.
  • التفكير في المستقبل من خلال التخطيط لتكاليف التعليم المبكرة والاستثمار أو الادخار لتحقيق هذه الأهداف.. مع مراجعة الأهداف المالية العائلية وضمان توافقها مع الوضع الجديد بعد قدوم الطفل.

وحذر أحمد من مجموعة من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الآباء الجدد، ومن بينها:

  • الإفراط في الإنفاق: الوقوع تحت تأثير الإعلانات والحملات التسويقية لشراء منتجات باهظة الثمن أو غير ضرورية.
  • عدم الادخار للطوارئ: تجاهل تخصيص مبلغ للطوارئ قد يعرض الأسرة لضغوط مالية في الأزمات.
  • الإفراط في الديون: استخدام القروض أو البطاقات الائتمانية بشكل غير مدروس، ما يؤدي إلى تراكم الديون دون خطة سداد واضحة.

واختتم ياسين أحمد نصائحه بتشجيع الآباء الجدد على التركيز على إدارة مواردهم بحكمة والابتعاد عن الضغوط الاجتماعية التي قد تدفعهم إلى إنفاق غير مدروس، مؤكداً أن التخطيط الجيد هو المفتاح لتحقيق استقرار مالي ينعكس إيجاباً على الأسرة ورفاهية الطفل.

أخبار ذات صلة

ست علامات تشير إلى إدمانك على إنفاق المال؟
أخطاء مالية متكررة.. احذرها في الخمسينات من عمرك

زيادة التكاليف

وفي سياق متصل، يشير تقرير لـ "يو إس نيوز" اطلع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" عليه، إلى أن تربية الأطفال تتطلب تعديلات مالية كبيرة للآباء، حيث تشمل التكاليف شراء الهدايا، ودفع رسوم الأنشطة المدرسية، وتكاليف التعليم الجامعي.

وبينما لاحقاً يُعتبر التعليم الجامعي واحداً من أكبر النفقات، فإن التكاليف الأخرى مثل الفواتير الطبية، ومعسكرات الصيف، وحتى مصاريف حفلات الزواج في المستقبل، يمكن أن تكون مرهقة ماليًا. ولضمان مستقبل مالي مستقر للأطفال، ينصح الخبراء بالبدء في الادخار مبكرًا وفقًا للأهداف المالية المحددة.

ومن بين خيارات الادخار للأطفال، يأتي فتح حساب توفير لهم، إذ تتيح بعض البنوك إنشاء حسابات توفير للأطفال بالشراكة مع أولياء الأمور، مما يساعدهم على تطوير عادات الادخار بدلاً من الإنفاق. ويمكن للآباء تحويل مصروف الطفل بشكل دوري إلى هذا الحساب لتعزيز إدارة المال مبكرًا. وعند بلوغ الأطفال سن المراهقة، يمكن ترقية الحسابات إلى حسابات جارية مع بطاقات خصم تحت إشراف الوالدين.

أخبار ذات صلة

التخطيط لمرحلة التقاعد.. 10 أخطاء قاتلة يجب تجنبها
ما مقدار المال الذي تحتاجه لتأمين مرحلة التقاعد؟

نصائح اقتصادية

وفي تصريحاته لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، ركز مدير مركز رؤية للدراسات، بلال شعيب، على مجموعة من النصائح الاقتصادية للأفراد، وخاصة الآباء، في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، مثل ارتفاع الأسعار وتباطؤ النمو الاقتصادي، وارتفاع معدلات الفائدة.

  • عدم ترك العمل قبل تأمين فرصة بديلة: نشجع الآباء على عدم اتخاذ قرار ترك العمل إلا بعد ضمان وظيفة أخرى، نظرًا لصعوبة العثور على فرص عمل جديدة وسط الركود الاقتصادي.
  • إدارة المال بحكمة: عدم شراء كل ما تشتهيه.. فمع انخفاض القوة الشرائية وارتفاع الأسعار، يُنصح بالتركيز على الأولويات وشراء الضروريات فقط، مع تقليل الإنفاق على الكماليات.
  • تقسيم الدخل إلى ثلاثة أجزاء (الإنفاق والادخار والاستثمار).
  • الاستثمار في تعليم الأطفال مبكراً: من الضرورة بمكان الإنفاق على تعليم الأطفال باعتباره استثمارًا طويل الأمد.. ومن المهم الحرص على التوجه نحو التعليم المرتبط بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لأنهما يمثلان مستقبل الاقتصاد العالمي.
  • الادخار من أجل الأطفال: من المهم تخصيص مبلغ يومي بسيط وادخاره للطفل على مدى سنوات، مع توجيهه لاستثمار هذه المدخرات في وعاء استثماري مثل مشروع صغير لتجنب انخفاض قيمتها مع الزمن.
  • تعليم الأطفال مفاهيم مثل الادخار، الاستثمار، وإدارة المال منذ صغرهم، مما يسهم في بناء وعي اقتصادي لديهم يمكنهم من اتخاذ قرارات مالية حكيمة في المستقبل.

تهدف تلك النصائح إلى تمكين الأسر من الصمود في وجه التحديات الاقتصادية وضمان مستقبل مستقر للأطفال، مع التركيز على التخطيط المالي الدقيق والتعليم كركيزتين أساسيتين.