يواجه المستثمرون في سوق الأسهم الأميركية تحديات كبيرة، إذ تتزايد المخاطر الاقتصادية في ظل التوترات الجيوسية والحروب وتغيير المسارات النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى أن انتخابات الرئاسة الأميركية على بعد أقل من شهر من الآن.

وجاءت توقعات المحللين بشأن نتائج أعمال الشركات المدرجة في مؤشر S&P 500 لتضيف مزيدا من الضغوط، حيث خفضوا توقعاتهم لنمو أرباح الشركات في الربع الثالث إلى 4.7 بالمئة على أساس سنوي، انخفاضا من التوقعات التي كانت تبلغ 7.9 بالمئة في 12 يوليو، وهو ما يمثل أضعف زيادة خلال 4 أرباع، بحسب وكالة بلومبرغ.

موسم الأرباح الحاسم

كان مؤشر S&P 500 شهد زيادة بحوالي 20 بالمئة منذ بداية 2024، مما أضاف أكثر من 8 تريليونات دولار إلى قيمته السوقية. وهو ما جاء مدفوعا بالتوقعات بشأن تخفيف السياسة النقدية وآفاق الأرباح القوية. ومع ذلك، فإن التوقعات الجديدة لنمو أرباح الشركات في الربع الثالث تضع المؤشر أمام اختبار مهم.

ويعتبر موسم الأرباح المقبل أكثر أهمية من المعتاد، إذ ينتظر المستثمرون معرفة ما إذا كانت الشركات ستؤجل الإنفاق أو ستواجه تراجعاً في الطلب، أو ما إذا كان العملاء يتصرفون بشكل مختلف بسبب المخاطر الجيوسياسية وعدم اليقين الكلي.

ومن المقرر أن تصدر نتائج شركات كبرى مثل دلتا إيرلاينز وجي بي مورغان تشيس، هذا الأسبوع، مما سيوفر مؤشرات حيوية للمستثمرين.

أخبار ذات صلة

النفط يقفز أكثر من 2% وسط ترقب للرد الإسرائيلي على إيران
أسهم أوروبا تهبط مع انخفاض أسهم شركات العقارات والمرافق

وتتزايد الضغوط على المستثمرين مع اقتراب الانتخابات الأميركية، التي يتنافس فيها كامالا هاريس ودونالد ترامب. بالإضافة إلى ذلك، تثير تقلبات أسعار الفائدة والمخاوف من تصعيد الصراع في الشرق الأوسط قلقاً بشأن التضخم. وارتفع سعر برميل النفط الأسبوع الماضي بنسبة 9 بالمئة، مما قد يؤثر على السوق.

ووفقاً لتصريحات دينيس ديبوشير من 22V Research لوكالة بلومبرغ، فإن التوجيهات من الشركات لا تزال ضعيفة، مما يعكس استمرار القلق حول الاقتصاد. وتشير بيانات من غولدمان ساكس إلى أن مستثمري السلع سيبيعون الأسهم الأميركية حتى لو بقي السوق مستقراً، مما يزيد من تحديات السوق.

رغم المخاطر، تشير بعض البيانات إلى أن الشركات الأميركية لا تزال قوية. وبفضل التوقعات المخفضة، قد يكون من الأسهل للشركات تجاوز التقديرات. كما أن دورة التخفيف من الاحتياطي الفيدرالي تاريخياً تصب في مصلحة الأسهم، حيث حقق مؤشر S&P 500 عوائد سنوية بنسبة 15 بالمئة خلال فترات خفض معدلات الفائدة.

يبدو أن الأسواق قد تتأثر أكثر بتقارير الأرباح بين الوقت الحالي ونهاية العام، حيث يتوقع المستثمرون أن تظل الأرباح قوية. وبالنظر إلى التحديات والفرص، فإن هذا الموسم قد يكون اختباراً حقيقياً لقدرة السوق على الاستمرار في الاتجاه الصاعد.