دفعت حرب غزة والتواترات الجيوسياسية إسرائيل إلى رفع الإنفاق العسكري بشكل قياسي إلى 37 مليار دولار لأول مرة في تاريخها، وذلك دون احتساب المساعدات العسكرية الأميركية.
وكانت الميزانية العسكرية للجيش الإسرائيلي قد سجلت خلال عام 2023 حوالي31 مليار دولار، بعد إضافة حوالي 8 مليارات دولار في الأشهر الأخيرة من العام الماضي كتكلفة إضافية للحرب الجارية، لتصل إلى مستوى قياسي بعد أن كانت لاتتعدى 23 مليار دولار في 2022.
في المقابل تمتلك إسرائيل مكانة عالمية متقدمة في صناعة وتصدير الأسلحة، حيث تنتج تل أبيب مجموعة واسعة من المنتجات العسكرية، بداية من الأسلحة الخفيفة والذخائر، وصولا إلى الأنظمة الإلكترونية المعقدة والمسيرات والدبابات الأكثر تطورا.
وصناعة الدفاع المتطورة سمحت لإسرائيل أن تحتل مراكز متقدمة في صادرات الأسلحة، والتي بلغت في 2023 نحو 13 مليار دولار وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
واستحوذت صادرات الأسلحة الإسرائيلية على حصة 2.3 بالمئة من المبيعات العالمية بين عامي 2019 و 2023، وسيطرت الهند على نحو 37 بالمئة من صادرات إسرائيل للأسلحة، واستحوذت الفلبين على 12بالمئة، والولايات المتحدة على 8.7 بالمئة.
ومن جانب آخر، شكلت أنظمة الدفاع الجوي نحو 36 بالمئة من تلك الصادرات، تليها أنظمة الرادار والحرب الإلكترونية بنسبة 11 بالمئة، ومعدات إطلاق النار بنسبة 11 بالمئة، والطائرات بدون طيار والإلكترونيات بنسبة 9 بالمئة.
هذه الإمبراطورية العسكرية ساهم في بنائها 3 شركات دفاع رئيسية:
شركة إلبيت سيستمز
تأسست شركة إلبيت سيستمز Elbit Systems عام 1966 وتبلغ قيمتها السوقية نحو 9 مليارات الدولار، وتوظف أكثر من 19 ألف شخص في عشرات البلدان عبر خمس قارات، وتختص في صناعة التكنولوجيا العسكرية.
وتعتبر مسيرات "هيرميس" واحدة من المنتجات التي تفتخر الشركة بصناعتها.
وأعلنت الشركة عن ارتفاع إيراداتها خلال الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 12 بالمئة على أساس سنوي، لتبلغ إلى 1.63 مليار دولار.
وارتفاع الإيرادات يأتي على خلفية ارتفاع الطلب الداخلي بسبب تواصل الحرب في غزة واشتدد حدة الصراع مع حزب الله، كما ارتفع الطلب الداخلي على الأسلحة بنحو 27 بالمئة، كما سجلت الشركة تراكما في الطلبيات بقيمة 21.1 مليار دولار.
شركة رفائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة
تأسست شركة "رافائيل" عام 1948 تحت قيادة شلومو غير، وتم تغيير اسمها في 1952 إلى "إدارة الأبحاث والتصميم"، وحملت بعد ذلك اسم "رافائيل".
وتعتبر الشركة مسؤولة عن تطوير أبرز أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، مثل نظام الدفاع الجوي "مقلاع داود" وهو نظام صاروخي "أرض جو" طور بالاشتراك مع شركة رايثيون الأميركية، وتم تصميمه لاعتراض الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى وصواريخ كروز، بالإضافة إلى القبة الحديدية، وهو أول نظام دفاع جوي في العالم لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى وقذائف المدفعية، إضافة إلى أنظمة أخرى للدفاع الجوي.
وبلغ حجم مبيعات الشركة في الربع الثاني من عام 2024 نحو مليار دولار، بزيادة قدرها 25 بالمئة، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وبلغ إجمالي الطلبات في الربع الثاني 1.736 مليار دولار، بزيادة قدرها 65 بالمئة، كما بلغ عدد الطلبات المتأخرة نحو 15 مليار دولار.
أما في النصف الأول من العام الحالي، فقد ارتفعت مبيعات الشركة بنسبة 28 بالمئة إلى 2.1 مليار دولار وبلغ صافي الربح في نفس الفترة 98 مليون دولار.
وكانت مجمعات الشركة للصناعات العسكرية هدفا لصواريخ حزب الله في أكثر من مناسبة منذ بداية التصعيد العسكري مع إسرائيل منذ الثامن من أكتوبر الماضي.
الصناعات الجوية الإسرائيلية
تأسست شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية عام 1953، وتركز بشكل أساسي على الهندسة والطيران والإلكترونيات المتقدمة، إضافة إلى الأنظمة الجوية وأنظمة المراقبة والرادارات، وتشغل نحو 14 ألف شخص.
وخلال العام الماضي نمت إيرادات الشركة بنسبة 7 بالمئة لتصل إلى نحو 5.3 مليار دولار مقارنة بعام 2022.
أما في النصف الأول من العام الحالي، فقد نمت المبيعات بنحو 12 بالمئة مقارنة بالنصف الأول من 2023، لتصل إلى 2.8 مليار دولار، فيما وصلت نسبة ارتفاع المبيعات على أساس ربعي إلى 13بالمئة.
هذا الارتفاع في المبيعات يأتي على خلفية تواصل حرب غزة والتوترات على الجبهة الشمالية، إضافة إلى التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
في المقابل ارتفع صافي ربح شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية في النصف الأول من العام الحالي إلى 554 مليون دولار وهو ما يمثل 18 بالمئة من إجمالي مبيعات الأسلحة.