وقع وفدا الهيئتين التشريعيتين المتنافستين في شرق وغرب ليبيا، الخميس، في محادثات نسقتها الأمم المتحدة اتفاقا لتسوية أزمة قيادة المصرف المركزي ينص على تعيين محافظ مؤقت للبنك ونائب له.
ويمكن أن يساعد الاتفاق في نزع فتيل أزمة حول قيادة مصرف ليبيا المركزي وإيرادات النفط أدت إلى انخفاض حاد في إنتاج الخام الليبي وصادراته.
واتفق الطرفان المتنازعان على ترشيح ناجي محمد عيسى بلقاسم، مدير إدارة الرقابة على النقد والمصارف في مصرف ليبيا المركزي، محافظا مؤقتا للبنك، كما سيواصل مرعي مفتاح رحيل البرعصي، الذي تولى منصب نائب المحافظ في 2023، القيام بمهامه.
ووافق الوفدان على إتاحة مهلة مدتها أسبوع لاعتماد المرشحين. ومن المقرر أن يتولى المحافظ المؤقت عيسى بلقاسم تشكيل مجلس إدارة في غضون أسبوعين.
بدأت أزمة المصرف المركزي عندما تحرك محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، ومقره طرابلس، لاستبدال محافظه المخضرم الصديق الكبير الشهر الماضي. ودفع ذلك فصائل الشرق لإصدار أمر بوقف الإنتاج في حقول النفط في ليبيا احتجاجا على هذه الخطوة.
وقالت ستيفاني خوري، القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، "أود أن أؤكد على الحاجة الملحة لإنهاء إغلاق حقول النفط وتعطيل إنتاجه وتصديره... وتوجيه عوائد ذلك المورد الحيوي عبر الإطار المؤسسي المناسب إلى البنك المركزي الليبي".
والهيئتان التشريعيتان هما مجلس النواب في بنغازي والمجلس الأعلى للدولة في طرابلس.
ووصف مندوب المجلس الأعلى للدولة عبد الجليل الشاوش المحادثات بأنها كانت "طويلة وصعبة"، كما قال الهادي الصغير مندوب مجلس النواب إن "الاتفاق لن يكتمل إلا بتظافر جهود أعضاء المجلسين واعتماد المحافظ ونائب المحافظ".
وليبيا منقسمة منذ 2014 إلى سلطتين متنافستين في الغرب والشرق عقب الفوضى التي أعقبت سقوط معمر القذافي في انتفاضة 2011.
وقالت خوري "أظهرت هذه الأزمة ضرورة امتناع جميع الأطراف عن اتخاذ قرارات أحادية. تلك القرارات لا تؤدي إلى تصعيد التوترات فحسب، وإنما تعمق أيضا الانقسامات المؤسسية".
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا في 28 أغسطس إن إنتاج الخام انخفض بأكثر من نصف المستوى الطبيعي. ولم تعلن بيانات جديدة منذ ذلك الحين.
وتشير بيانات قطاع الشحن إلى أن متوسط صادرات ليبيا من النفط الخام بلغ نحو 400 ألف برميل يوميا في سبتمبر، انخفاضا من أكثر من مليون في أغسطس.