جرف الانهيار السوقي الذي اجتاح الأسهم والسندات والعملات الاثنين الماضي كل شيء تقريبًا، تاركًا القليل من الناجين.

فقد أظهرت التحركات غير العادية أن بعض المستثمرين يعيدون النظر في ما قد يكون أفضل الملاذات الآمنة للجوء إليها، حيث ينسحب المتداولون بسرعة من الأصول الشائعة التي كانت تعتبر رهانات جيدة مثل أسهم الرقائق والأسهم اليابانية.

فيما يلي بعض الأمثلة على ما اشتراه المستثمرون - أو تخلى عنه - والذي قد يفاجئك تماما.

الذهب فقد بريقه

تعرضت السلع الأساسية لضربة قاسية الاثنين حيث انتقلت الهزات التي اجتاحت أسواق الأسهم إلى المواد الخام. قد يفاجئ انخفاض الذهب - حيث انخفضت الأسعار الفورية بنسبة تصل إلى 3.2 بالمئة في وقت واحد - البعض نظرًا لسمعة المعدن الطويلة كأصل آمن.

في الواقع، يشير التاريخ إلى أنه في أوقات الاضطراب الشديد، يميل الذهب إلى الضعف أيضًا حيث يضطر بعض المتداولين إلى تغطية نداء الهامش (margin call) غير المتوقعة عندما تنخفض الأصول بشكل عام. وقالت مجموعة غولدمان ساكس، التي لا تزال متفائلة للغاية بشأن توقعات المعدن الأصفر، إن هذه الديناميكية ربما كانت تلعب دورًا في جلسة يوم الاثنين.

يمكن أن "يعاني المعدن الثمين من تداعيات سلبية من الانهيارات السوقية الأوسع نطاقًا حيث يضطر المستثمرون إلى تصفية مراكز الذهب لتغطية دعوات الهامش"، كما قال المحللون بمن فيهم دان سترويفن في مذكرة، في حين أكدوا هدف بنك غولدمان ساكس للذهب بالارتفاع إلى مستوى قياسي عند 2700 دولار للأونصة في عام 2025.

ودعوة الهامش (margin call) هي طلب من الوسيط المالي للمستثمر بإيداع المزيد من الأموال في حسابه. يحدث هذا عندما تنخفض قيمة الأوراق المالية التي اشترها المستثمر باستخدام الهامش (أي قرض من الوسيط) إلى مستوى معين.

الريال الماليزي يسير عكس التيار

في حين تراجعت العملات الرئيسية الحساسة للمخاطر مثل الدولار الأسترالي والبيزو المكسيكي والراند الجنوب أفريقي جميعها مقابل الدولار، شهد الريال الماليزي في مرحلة ما أفضل ارتفاع يومي له منذ عام 2015، وتفوق على جميع نظرائه في الأسواق الناشئة الاثنين.

يمثل ذلك انعكاسًا هائلاً للعملة التي كانت تعاني، والتي سجلت في فبراير أدنى مستوى لها منذ عام 1998 مقابل الدولار. ويبدو الآن أن الريال الماليزي مستعد للارتداد مع تزايد التفاؤل بشأن نمو ماليزيا، حيث تجاوز الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني جميع التقديرات. كما يساهم تدفق السندات الأجنبية وتحسن صادرات التكنولوجيا في قوة الريال الماليزي.

أخبار ذات صلة

ماذا تفعل بأموالك إذا كنت قلقًا بشأن السوق؟
شبح 1987.. الأسباب الكامنة وراء الهلع العالمي في البورصات

المقترضون الصينيون يمضون قدماً

لجأ العديد من المقترضين الصينيين إلى سوق سندات اليوان الأقل تكلفة والأكثر استقرارًا نسبياً لعرض الديون في أسبوع شهد تقلبات شديدة في أماكن أخرى، حتى مع امتناع المقترضين الأميركيين من الدرجة الاستثمارية العالية.

في سوق اليوان الخارجية، الثلاثاء، قامت مجموعة Pizhou Industrial Investment Holding Group Co، وهي أداة تمويل حكومية محلية، بتسويق سندات مقومة باليوان لمدة 3 سنوات مع فائدة بنسبة 5 بالمئة.

هل تأخر الفيدرالي الأميركي في خفض الفائدة؟

في الوقت نفسه، ألزمت حكومة شينزن البنوك بعرض سند باليوان متعدد الشرائح. وقد جاء ذلك بعد صفقات قامت بها كل من مجموعة جيانغسو رونغشين سيتي للاستثمار وشركة هوانغشي لإدارة الأصول المملوكة للدولة.

وتدعم انخفاض تكاليف التمويل للديون المقوم باليوان القطاع البنكي. وانخفضت أسعار الفائدة بين البنوك لمدة ثلاثة أشهر للين الصيني في هونغ كونغ، المعروف أيضًا باسم CNH Hibor، إلى 2.06 بالمئة، الثلاثاء، وهو أدنى مستوى منذ أكثر من ثلاث سنوات، وفقًا لبيانات بلومبرغ.

بورصة منغوليا

أغلق مؤشر بورصة أولان باتور لأفضل 20 شركة، الذي يتتبع أكبر 20 شركة في منغوليا، جلسة الاثنين، بزيادة بنسبة 1 بالمئة - مما جعله المعيار الوحيد الذي كان في المنطقة الخضراء في آسيا وأحد أربعة معايير في العالم، وفقًا لبيانات بلومبرغ (الأسواق الأخرى كانت مؤشرات في جامايكا والجبل الأسود وتونس).

كانت شركة تافانتولجوي للتعدين وشركة سوو للألبان هما أكبر الرابحين على المقياس.

أظهرت بيانات بلومبرغ أن سوق الأسهم في البلاد، الذي يهيمن عليه شركات المواد الاستهلاكية الأساسية والمواد، كان مرتبطًا بشكل سلبي بأداء مؤشر MSCI آسيا والمحيط الهادئ منذ أواخر الشهر الماضي.

بارقة أمل للمطورين في هونغ كونغ

من بين 11 مطورًا عقاريًا في مؤشر هانغ سانغ العقاري، ارتفع تسعة من أصل 11 الاثنين.

كانت شركة وارف ريال إستيت إنفستمنت، وهي مشغّل مراكز التسوق، أكبر الرابحين في مؤشر هانغ سانغ القياسي بعد ارتفاعها بأكثر من 6 بالمئة، وهو أفضل ارتفاع لها منذ أكثر من عامين. وارتفعت كل من شركتي نيو ورلد ديفيلوبمنت وسن هونغ كاي بروبرتيز بأكثر من 4.5 بالمئة.

على الرغم من أن الإنفاق بالتجزئة وأسعار المنازل في هونغ كونغ لا تزال ضعيفة، فإن تخفيضات أسعار الفائدة الأسرع من المتوقع في الولايات المتحدة ستجبر المركز المالي الآسيوي على اتباع نفس النهج، نظرًا لربط عملته بالدولار.

قد تؤدي الرهون العقارية الأرخص إلى زيادة شراء المنازل وتعزيز شركات التطوير العقاري. كما ارتفع اليوان الخارجي إلى أعلى مستوى له الاثنين منذ ديسمبر، مما يشير إلى أن المشترين الصينيين قد يزداد تسوقهم في هونغ كونغ في المستقبل القريب لأنهم قد يشعرون بأنهم أكثر ثراءً.

هل أصبح العالم قريب من أزمة مالية جديدة؟