احتفلت شركة "ثريدز" Threads، التي أسسها مارك زوكربيرغ، بعيد ميلادها الأول الأسبوع الماضي، والتي أصبحت بعد وقت قصير من إطلاقها من أسرع التطبيقات نمواً في العالم، إذ وصل عدد مستخدميها إلى 100 مليون في خمسة أيام فقط.. وبعد مرور عام، لا يزال التطبيق ينمو، وإن لم يكن بنفس السرعة.
وقال مارك زوكربيرغ الأسبوع الماضي إن الموقع المنافس لمنصة إكس أو "تويتر" سابقا لديه الآن أكثر من 175 مليون مستخدم نشط شهرياً.
ويعود الفضل الكبير في نجاح Threads المبكر إلى ارتباطه الوثيق مع تطبيق إنستغرام، حيث تمكن المستخدمون من التسجيل باستخدام حسابهم على إنستاغرام، مما يجعل إنشاء حساب والعثور على جهات اتصال أمراً سهلاً، كما تم إطلاقه عندما كان البعض يبحثون عن بديل لـ "تويتر" بعد استحواذ إيلون ماسك عليه، طبقاً لتقرير نشرته "بيزنس إنسايدر" واطلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية".
وعلى النقيض من ذلك، توقف نمو تطبيق إكس؛ فقد ذكرت المنصة أن عدد مستخدميها النشطين يومياً على مستوى العالم ارتفع بنسبة 1.6 بالمئة إلى 251 مليوناً في الربع الثاني من هذا العام، حسبما ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أخيراً.
يمثل ذلك زيادة بنسبة 1.6 بالمئة على أساس سنوي، ويتناقض مع النمو المزدوج الذي سجلته المنصة عموماً قبل أن يشتريها ماسك.
وفي مقابلة أجريت معه أخيراً مع Platformer، قال رئيس ثريدز وإنستاغرام، آدم موسيري: إن الهدف لا يزال هو تجاوز إكس، ومع ذلك، كانت ثريدز تركز على التمييز بين نفسها وإكس في محاولة لكسب المزيد من المستخدمين، مشدداً على أن القيام ببعض "الاعتدال الأساسي في المحتوى" كان مفيداً.
في البداية، روّج زوكربيرغ لـ"ثريدز"، باعتباره بديلاً "أكثر ودية" لـ"إكس" لكن بعد مرور عام، لا يبدو أنه أصبح يشكل تهديداً حقيقياً لمنصة ماسك.
وقال بول كارتر، الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات GWS، لموقع "بيزنس إنسايدر" إنه على المدى القصير على الأقل، لا يشكل ثريدز تحدياً كبيراً لشركة إكس.
وأضاف أن ثريدز بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتمييز نفسها إذا كانت ستشكل تحدياً كبيراً أو حتى تتطلع إلى تجاوز إكس في المستقبل".
مستخدمو ثريدز
- تقول شركة "ميتا" إن عدد مستخدمي "ثريدز" النشطين شهريًا يبلغ 175 مليونًا،
- مع ذلك، تشير البيانات المقدمة إلى صحيفة فايننشال تايمز، من شركة التحليلات Sensor Tower إلى أن المنصة لديها 38 مليون زائر فقط يوميًا، مما يشير إلى أن المستخدمين يفتحون التطبيق بشكل أقل من المنصات الأخرى.
- في أبريل، قدرت شركة Sensor Tower أن متوسط عدد المستخدمين النشطين يومياً لتطبيق ثريدز في الولايات المتحدة بلغ 28 مليون مستخدم، في حين بلغ متوسط عدد المستخدمين النشطين يومياً لتطبيق إكس 22 مليون مستخدم.
- ومع ذلك، وفقاً للبيانات المقدمة من GWS، لا يزال ثريدز يعاني من مشكلة في جذب المستخدمين.
وقال كارتر: "على الرغم من النمو الأخير، إلا أن الشركة تكافح من أجل إبقاء مستخدميها على المنصة لفترة طويلة، واعتبارًا من يونيو 2024، قضى المستخدمون ست دقائق فقط على التطبيق كل يوم، مقارنة بـ "إكس" في 23 دقيقة أو إنستجرام في 36 دقيقة".
وأضاف: "الوافدون الجدد إلى سوق وسائل التواصل الاجتماعي قد ينجحون - فقط انظر إلى صعود تيك توك- ولكن بالنسبة لـ"ثريدز"، فإن المنصة ببساطة لا تميز نفسها بشكل كافٍ".
في حين لا تزال ميتا تدعم ثريدز لتجاوز إكس، إلا أن المنصة لا تزال موجودة إلى حد كبير جنبً إلى جنب مع إنستاغرام، وهو ما أشار إليه كارتر بقوله: "لا يزال تطبيق ثريدز يعتمد بشكل كبير على إنستاغرام في الواقع.. من الصعب أن نتصور كيف كان تطبيق ثريد ليجمع جمهوره بدون إنستاغرام".
وأقر موسيري بأن المنصة لا تزال "متكاملة بشكل عميق مع إنستجرام"، لكنه قال إنه يخطط لجعلها أكثر استقلالية.
وقال "نحن نعمل على أشياء مثل الحسابات المخصصة للخيوط فقط وفصل البيانات، ومع تكرارنا للمنتج، سوف يصبح مختلفًا أكثر فأكثر".
ولكن نظراً لارتباطه الوثيق بتطبيق ميتا الأكثر شعبية، فمن الصعب أن نرى ثريدز يفلت بشكل كامل من ظل إنستجرام في المستقبل القريب، بحسب تقرير "بيزنس إنسايدر".
خصائص مختلفة
من جهته أوضح خبير تكنولوجيا المعلومات، محمد الحارثي، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أن تطبيقات شركة ميتا لها فئات مستهدفة تختلف عن الفئات المستخدمة لمنصة إكس، مشيراً إلى أن المنافسة بينهما تتركز حول المستخدمين النشطين إلى جانب عدد المستخدمين بشكل عام، بينما ميتا عموماً تتفوق في ذلك.
وأشار إلى أنه سواء ميتا أو إكس فهما يخضعان إلى منصات التواصل الاجتماعي، لكن الأولى تمتاز بخصائص مختلفة عن الثانية، تتلخص فيما يلي:
- منصة إكس مازالت تحتفظ بعدد المستخدمين المحتفظين بهوية "تويتر" والتغريد برسائل قصيرة تعبر في محتواها عن رأي أو موضوع معين.
- تتوفر لدى إكس خاصية استخدام الوسائط المتعددة سواء فيديو أو صور.
- منصة إكس انتقلت تدريجيا لتصبح منصة إخبارية وهي الأعلى استخداما في الدول العربية.
- ارتباط ثريدز بتطبيقات إنستاغرام وواتس آب جعله يحتفظ بقدرات أعلى وأشمل من منصة إكس، ما يجعل عدد مستخدميه أكبر، لأن ميتا تشمل التطبيقات جميعها والمستخدمين النشطين عليها.
- منصة إكس لا يتوفر بها وسائل للتواصل مباشرة مثل واتس آب أو منصة ترفيهية مثل انستاغرام، وبالتالي لا تستطيع تقديم جديد ولن تكرر تجربة ميتا، إلا إذا سمح إيلون ماسك لشركة إكس بضخ خصائص جديدة للمنصة.
وأوضح أن ثريدز يعتمد على وضع أعداد المستخدمين النشطين، لكنهم لا يمثلون حسابات جديدة نظراً لارتباط التطبيق بتطبيق إنستاغرام، موضحاً أن ثريدز فشل كليا أن يكون بديلا لـ"إكس".
"إكس" تستعيد مكانتها
فيما رأى الخبير التكنولوجي، رئيس شركة "آي دي تي" للاستشارات والنظم، محمد سعيد، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أن ثريدز شهد زخماً كبيراً في بداية ظهوره لكنه لم يستطع أن يستمر في الصمود ولم يكن منافساً حقيقياً لمنصة "إكس" بشكل عملي.
وأضاف: "منصة إكس تحاول استعادة جزء كبير من مكانتها في السابق"، متوقعا تقدمها خلال الفترة المقبلة عن ما هي الآن. فيما أفاد بأن ثريدز ليس له وجود للمنافسة.
وأشار إلى أن هناك بعض المؤشرات التي تعكس محاولات إكس من أجل أن تستعيد مكانتها، ومنها:
- تقديم خصائص جديدة بين الحين والآخر.
- محاولة توفير نموذج ذكاء اصطناعي وساحات نقاشية عالمية.
أما بالنسبة لـ"ثريدز"، فذكر أنه تطبيق نشأ دون أن يكون له هوية يوصف بها، ولن يستطع أن يكون مقنعا للمستخدمين، بخلاف منصة إكس لديها هوية لحرية التعبير أو جميع منصات ميتا لكل منها هويتها التي تستخدم من أجلها.
وبيّن أن ثريدز يحتاج إلى إعادة صياغة واتخاذ شكل مختلف عن الذي نشأ عليه منذ تدشينه، والذي كان مشابهًا لمنصة إكس، فمع الوقت لن يصمد خاصة في ظل أنه أضعف من جميع التطبيقات، على حد تعبيره.
وقال إن شركة مثل ميتا لديها منصات عديدة للتواصل الاجتماعي، وإضافة منصة جديدة مثل ثريدز لم تضف كثيراً للشركة، لكن كان الهدف منها اصطياد تويتر كمنافس، وما يدل على ذلك أنه لم يأخذ أولوية لاهتمامات الشركة.