يعتقد المستثمر البارز في سوق العملات المشفرة، أنتوني سكاراموتشي، بأن عملة البتكوين لا تزال في طريقها إلى مضاعفة مستوياتها الحالية هذا العام، على الرغم من عمليات البيع المكثفة التي تعرضت لها العملة المشفرة أخيراً.
ووفق مؤسس شركة Skyridge Capital والمتفائل بالعملات المشفرة منذ فترة طويلة، فإنه يرى عدداً من العوامل الصعودية التي تنتظر عملة البتكوين.
وعلى الرغم من انخفاض العملة بنسبة 17 بالمئة خلال الشهر الماضي، إلا أن عملة البتكوين لا تزال في طريقها للوصول في النهاية إلى 170 ألف دولار، وقد تتجاوز علامة 100 ألف دولار بحلول نهاية العام الجاري 2024، وفقاً لما قاله سكاراموتشي لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية.
وأضاف: "ما زلنا نفضل أساسيات البتكوين على المدى الطويل"، مشيرا إلى ثلاثة محفزات إيجابية للعملة المشفرة.
أولاً- المزيد من التدفقات:
قال سكاراموتشي إن مستثمري البتكوين قد يكونون على الجانب المتلقي لموجة من مدفوعات العملات المشفرة - ومن المرجح أن يزرعوا جزءاً كبيراً من ذلك في السوق.
- بدأت شركة Mount Gox ، وهي بورصة العملات المشفرة المتوقفة عن العمل والتي فشلت قبل عقد من الزمان، بالفعل في سداد مبلغ 9 مليارات دولار المستحقة عليها لدائنيها وعملائها، حسبما قالت الشركة في بيان الأسبوع الماضي.
- تخطط FTX ، بورصة العملات المشفرة التي انهارت وأحدثت اضطراباً في سوق الأصول الرقمية في العام 2022، أيضاً لسداد معظم المودعين لديها بالكامل. وقال محامو البورصة إن هذا قد يعيد ما يصل إلى 16 مليار دولار من العملات المشفرة إلى المستثمرين.
وقدر سكاراموتشي أن ما يقرب من 40 إلى 50 بالمئة من المدفوعات قد ينتهي بها الأمر إلى إعادة استثمارها في العملات المشفرة، وذلك استناداً إلى الولاء الذي يتمتع به عديد من المستثمرين المتشددين في البتكوين في وقت مبكر.
وقال عن ودائع عملاء FTX: كان الكثير من ذلك في البتكوين، وتم تجميده في مرحلة الإفلاس، وتم تحويله إلى دولار، لسوء الحظ، عند أرقام منخفضة للبيتكوين، ولكننا سنعود إلى أصحاب هذه الحسابات قريباً، ونعتقد بأن الكثير من ذلك سيتدفق مرة أخرى إلى الأصول الرقمية.
ثانياً- أصبحت عملة البتكوين أكثر انتشاراً:
قدم المشرعون مشروع قانون يحدد إطاراً تنظيمياً للعملات المشفرة (في الولايات المتحدة).
ووفق سكاراموتشي، فإن هذه علامة واعدة على أن البتكوين أصبحت وسيلة تخزين للقيمة مقبولة على نطاق واسع، وهو أمر إيجابي لمسارها الطويل الأجل.
وأضاف: "هناك، وبشكل صارخ في منصة الحزب الجمهوري، نجد حماية الأصول الرقمية وحماية البتكوين على وجه التحديد.. وبالنسبة لي، أعتقد بأن هذا استنتاج ساحق بأن هذه ستكون فئة أصول طويلة الأجل مقبولة في الولايات المتحدة".
ثالثاً- سوف يهدأ ضغط البيع في نهاية المطاف:
وقال سكاراموتشي إن سعر البتكوين انخفض جزئيا بسبب ضغوط البيع المؤقتة. وأشار في الوقت نفسه إلى أن حدث التنصيف على سبيل المثال، أدى إلى تأجيج بعض ضغوط البيع بين عمال المناجم الذين يحاولون الحفاظ على الأرباح، في حين أدى سداد Mount Gox أيضاً إلى تأجيج بعض ضغوط البيع من المستثمرين الذين يستعيدون الوصول إلى استثماراتهم في العملات المشفرة.
كما تخلصت الحكومة الألمانية من مئات الملايين من العملات المشفرة بعد أن صادرت جهات إنفاذ القانون حوالي 2.2 مليار دولار من عملة البتكوين من موقع قرصنة الأفلام في عام 2024. وأرسلت الحكومة 155 مليون دولار أخرى من عملة البتكوين إلى عديد من بورصات العملات المشفرة وصناع السوق يوم الاثنين، وفقًا لبيانات من موقع تحليلات بلوكتشين Arkhan Intelligence
لكن سكاراموتشي قال إن ضغوط البيع هذه من المرجح أن تهدأ. وهذا يتماشى مع توقعات خبراء آخرين في العملات المشفرة، الذين توقعوا أن تتعافى العملة من هبوطها في الأشهر المقبلة مع تراجع البائعين.
عوامل تدعم السيناريوهين
من جانبه، عدَّدَ خبير العملات الرقمية، أحمد شمس الدين، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"الأسباب التي قد تدفع البتكوين إلى الوصول إلى حاجز الـ 100,000 دولار أو أكثر خلال العام الجاري في تقديره، وهي:
- زيادة السيولة: تدفق السيولة الكبيرة جداً في السوق يمكن أن يرفع السعر.
- صناديق التداول المتداولة (ETFs): الطلب القوي على صناديق البتكوين المتداولة يعزز الثقة بالسوق.
- تحليلات الأسواق: توقعات البنوك والمؤسسات المالية الكبيرة مثل Standard Chartered بوصول السعر إلى 150,000 دولار بحلول نهاية 2024.
- التخفيضات المتوقعة في أسعار الفائدة: قد يؤدي خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي إلى زيادة الاستثمار في الأصول الرقمية.
وتابع شمس الدين: لكن على الجانب الآخر، هناك أسباب (أو عقبات) أيضاً قد تمنع البتكوين من الوصول إلى 100,000 ألف دولار وهي:
- مخاوف توزيعات Gox : القلق من بيع كميات كبيرة من البتكوين من قبل بورصة Mt. Gox المنهارة قد يضغط على الأسعار.
- التقلبات السياسية والاقتصادية: الانتخابات الأميركية ونتائجها، وكذلك الأحداث الجيوسياسية غير المتوقعة واستمرار الحروب وتطورها.. جميعها عوامل قد تؤدي إلى عدم استقرار السوق.
- قوانين حكومية جديدة مشددة: زيادة القوانين الحكومية على العملات الرقمية قد تؤثر سلباً على السوق.
وتوقع بنك ستاندرد تشارترد وصول سعر البتكوين إلى 100 ألف دولار مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، ثم الارتفاع إلى 150 ألف دولار بنهاية 2024 في حال فوز دونالد ترامب.
وكتب رئيس أبحاث الأصول الرقمية في بنك ستاندرد تشارترد، جيف كندريك، الشهر الماضي، عن عملة البتكوين: "مع اقترابنا من الانتخابات الأميركية، أتوقع الوصول إلى 100 ألف دولار ثم 150 ألف دولار بحلول نهاية العام في حالة فوز ترامب".
تقلبات العملة
وإلى ذلك، يوضح المدير التنفيذي لشركة VI Markets، أحمد معطي، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أنه من الصعب أن تتخطى عملة البتكوين حاجز الـ 100 ألف دولار، في تقديره.
لكنه عاد وأكد في نفس الوقت على أن هذه السوق لا تخضع لأية قواعد حاكمة بشكل حاسم، وبالتالي ليس هنالك استنتاجات مؤكدة، معللًا ذلك بأنها سوق غير مبنية على أسس مالية واضحة تسهم في تحليلها بشكل دقيق.
ولعل ذلك كان من بين أبرز الأسباب التي تُظهر تقلبات العملة المشفرة، وصعوبة التكهن بمستوياتها المستقبلية من خلال التعامل معها بأدوات التحليل الفني مثل الأسهم.
وكانت العملة المشفرة الأكبر من حيث القيمة السوقية قد شهدت عدداً من الأخبار الإيجابية التي يفترض أن تكون داعمة للأسعار، بما في ذلك الموافقة على ببداية العام على صناديق الاستثمار المتداولة للبتكوين، علاوة على حدث "التنصيف"، وأخيراً تصريحات الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، المؤيدة للبتكوين وتلقي حملته تبرعات بها، في تحول لموقفه يدعم معنويات المتعاملين، لا سيما وأنه مرشح بقوة للفوز بفترة رئاسية ثانية خلفاً لجو بايدن الذي تثير حوله شكوك بشأن مدى إمكانية استكماله السباق الرئاسي.
وفي السياق، يشار إلى الرقم القياسي الحالي للعملة المشفرة، والذي تم الوصول إليه في 14 مارس، هو 73,797.68 دولاراً.