حققت السعودية إيرادات أعلى بمليار دولار أميركي عما كان متوقعا في السابق من بيع حصة في شركة النفط العملاقة أرامكو، وذلك بعد انتهاء ما يسمى بخيار التخصيص الإضافي والذي يسمح للبنوك بوضع المزيد من الأسهم عندما يكون هناك طلب من المستثمرين.
وبحسب بيان رسمي، حصلت الحكومة السعودية على إجمالي إيرادات بقيمة 12.35 مليار دولار من عملية البيع الثانوية. وكانت الحكومة قد باعت حصة نسبتها 0.64 بالمئة أي حوالي 1.545 مليار سهم من شركة أرامكو بسعر 27.25 ريال (7.27 دولار) للسهم الشهر الماضي، بالإضافة إلى 154 مليون سهم إضافي متاح لمدير الاستقرار السعري، شركة ميريل لينش، لإعادة شرائها ومن ثم إعادتها للحكومة في حال انخفاض سعر السهم عن سعر العرض.
وكانت الحكومة السعودية قد قامت بمنح ميريل لينش بصفته مدير الاستقرار السعري، خيار التخصيص الإضافي، بحيث يتمكن بموجبه أن يشتري من الحكومة ما لا يزيد عن عشرة بالمئة من عدد أسهم الطرح بالسعر النهائي عند 27.25 ريال للسهم.
وكشفت ميريل لينش السعودية، في بيان، عن انتهاء مدة الاستقرار السعري وممارستها لخيار الشراء لحجم 154 مليون سهم أضافي، بسعر الطرح والبالغ 27.25 ريال لكل سهم.
وبحسب البيان قالت "ميريل لينش" إنه نظرا لعدم قيام مدير الاستقرار السعري بتنفيذ عمليات استقرار سعري خلال الفترة المقررة، سيصبح الحجم الإجمالي للطرح بعد ممارسة خيار الشراء 1.699 مليار سهم عادي، لتصل قيمة الطرح الإجمالية 46.31 مليار ريال (أي ما يعادل 12.35 مليار دولار).
جاء ذلك في نهاية جهود استمرت على مدى أعوام لبيع حصة إضافية من واحدة من أكبر الشركات من حيث القيمة السوقية في العالم بعد طرح عام أولي سجل مستوى قياسيا في 2019.
استمرت فترة الاستقرار لمدة 30 يومًا بعد انتهاء عملية بيع الأسهم دون تنفيذ أي عمليات تهدف إلى استقرار السعر. وكانت أرامكو قد صرحت سابقًا بأن الاكتتاب قد جمع ما لا يقل عن 11.2 مليار دولار، مع اعتماد الحجم النهائي على ما إذا كان بنك ميريل لينش قد أعاد شراء أي أسهم خلال فترة الاستقرار.
على الرغم من كونها أقل بكثير من الاكتتاب العام الأولي لشركة أرامكو الذي بلغ قرابة 30 مليار دولار في عام 2019، إلا أن الصفقة لا تزال مصدرًا رئيسيًا للإيرادات بالنسبة للحكومة. حيث لجأت الحكومة إلى زيادة الاقتراض هذا العام وتتوقع عجزًا في الميزانية حتى عام 2026 على الأقل، مع تنفيذها خطة إنفاق ضخمة تهدف إلى خلق فرص عمل وتطوير مدن جديدة تمامًا وإطلاق صناعات جديدة مما سينشط الاقتصاد السعودي بشكل كبير.
وتُعدّ أرامكو السعودية واحدة من أكثر الشركات ربحية في العالم، حيث تُنتج حوالي 10% من النفط الخام العالمي. وتمتلك الشركة احتياطيات نفطية هائلة تُقدّر بأكثر من 260 مليار برميل.
يذكر أن وكالة بلومبرغ العالمية كانت قد أفادت، الثلاثاء، أن أرامكو تسعى لجمع ما لا يقل عن 3 مليارات دولار من أول عملية بيع سندات لها مقومة بالدولار خلال ثلاث سنوات.