تهدف دولة الإمارات لإنشاء مركز لتمويل المناخ يعكس روح وادي السيلكون، بحيث يمكن أن يزدهر الابتكار والاستثمار في حلول المناخ، بحسب ما قاله السفير ماجد السويدي، الرئيس التنفيذي لصندوق "ألتيرا"، والمدير العام والممثل الخاص للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف "COP28".
وبحسب تصريحات السويدي لوكالة بلومبرغ، فإن الإمارات تسعى من خلال الشراكات الاستراتيجية للمساعدة في سد فجوة التمويل المناخي، وإثبات أن الاستثمارات المربحة والإيجابية للمناخ ممكنة في كل من الأسواق المتقدمة والناشئة.
وخلال فعاليات مؤتمر الأطراف الخاص بالمناخ (كوب 28)، الذي انعقد في دبي نهاية 2023، أعلن رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، عن إنشاء صندوق "ألتيرا" بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم. وقال إن الصندوق تم تصميمه لسد فجوة التمويل المناخي وتيسير الحصول عليه بتكلفة مناسبة، كذلك يهدف الصندوق لتحفيز جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول العام 2030.
وبحسب ما قاله السويدي فإن "ألتيرا" (Alterra) أبرم صفقات بقيمة 6.5 مليار دولار مع "بلاك روك" و"تي بي جي" و"بروكفيلد أسيت مانجمنت" في أواخر العام الماضي، وهو يخطط الآن بنشاط للمرحلة التالية من التخصيصات، رافضا تحديد مديري الأموال المشاركين في المحادثات، أو الموعد المحتمل للإعلان.
وتعمل الأداة الاستثمارية "ألتيرا"، ومقرها أبوظبي، كصندوق للصناديق، حيث تخصص الأموال النقدية لمديري الأموال الذين تدعم استثماراتهم التحول إلى الطاقة الخضراء.
وقال السويدي إنه على الرغم من أن "ألتيرا" هو في الأساس صندوق أموال، إلا أن هناك خططاً مع مرور الوقت للقيام باستثمارات مباشرة واستثمارات مشتركة.
وأضاف أن إنشاء الصندوق كان له دور فعال في جذب منظومة متنامية لتمويل المناخ في أبوظبي، والتي تشمل صناديق الاستثمار والمؤسسات ومراكز الأبحاث.
وفي محاولة لتخفيف المخاطر الاستثمارية، وافق صندوق "ألتيرا" على الاحتفاظ بجزء أصغر من بعض الأرباح الناتجة عن المشروع، كوسيلة لجذب المزيد من التمويل الخاص. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى توجيه أموال المستثمرين المؤسسيين إلى الأسواق، حيث تؤدي المخاطر المتصورة عادة إلى المطالبة بعوائد أعلى غالباً ما تتجاوز المستويات التي يستطيع المقترضون في تلك الأسواق تحملها، بحسب بلومبرغ.
يذكر أن أداة الاستثمار "التيرا" يتم تنظيمها في جزأين، الأول "ألتيرا أكسيليرايشن" (Alterra Acceleration) ولديه 25 مليار دولار لنشرها، ويعمل كمستثمر رئيسي أو مستثمر مشارك في استراتيجيات المناخ. أما الجزء الثاني "ألتيرا ترانسفورمايشن" ( Alterra Transformation)، فيمثل الخمسة مليارات دولار المتبقية، ويهدف إلى تحفيز تدفقات الاستثمار إلى دول الجنوب العالمي.