إن إنشاء شبكة كهرباء أوروبية مشتركة للطاقة المتجددة، من شأنه أن يساعد أوروبا على تحقيق أهداف القارة المناخية.

ولكن غياب الأموال اللازمة لإنشاء مثل هذه المؤسسات، بجانب غياب روح التعاون لإنشائها، يعطلان هذه الخطوة.

وبحسب تقرير نشرته وكالة "دويتشه فيلي" واطلعت عليه سكاي نيوز عربية، فليس من الواضح بعد كيف ستؤثر نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي على سياسات المفوضية الأوروبية المقبلة.

هذا الأمر يعمق من حالة عدم اليقين، والتي تخيم على خطط الكتلة لتصبح محايدة مناخيا بحلول عام 2050.

ولكن هناك أمر واحد مؤكد: وهو أن الكهرباء المولدة من مصادر متجددة سوف تشكل عنصراً حيوياً في تحقيق أهداف أوروبا المناخية.

وذكر التقرير أن بعض المناطق في القارة مناسبة بشكل خاص لأنواع معينة من إنتاج الطاقة الخضراء.

ولكن لكي تستفيد القارة بأكملها من هذه الطاقة، ستحتاج شركات الطاقة إلى بناء شبكة كهرباء في جميع أنحاء أوروبا تتضمن هذه التقنيات الجديدة.

أخبار ذات صلة

كيف تستخدم روسيا الطاقة النووية لزيادة النفوذ العالمي؟
الصين وأستراليا.. محادثات هامة حول المعادن والطاقة النظيفة

وقالت كادري سيمسون، النائب الإستوني الذي يشغل منصب مفوض الطاقة في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2019، في وقت سابق إن البنية التحتية للكهرباء الأوروبية متطورة بالفعل بشكل جيد، الأمر الذي قد يسمح بتعزيز قدرات الدول لاستخدام الطاقة المتجددة.

وقال هارالد برادكي، رئيس مركز الكفاءة لتكنولوجيا الطاقة وأنظمة الطاقة في معهد فراونهوفر في كارلسروه بألمانيا: "إن الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح تكمل بعضها البعض بشكل جيد. تنتج طاقة الرياح الكثير من الكهرباء في أشهر الشتاء، وتنتج الخلايا الكهروضوئية في الغالب في فصل الصيف".

ووفق التقرير، تختلف أفضل الطرق لتخزين الكهرباء حسب الموقع الجغرافي.

وتعتبر مرافق تخزين الطاقة الكهرومائية التي يتم ضخها، والتي تعمل مثل البطاريات الضخمة، أحد الخيارات الجيدة.

وإذا توفرت كهرباء أكثر مما يتم استهلاكه في أي وقت، فسيتم استخدامها لضخ المياه إلى خزان أو إلى أعلى الجبل.

وعند الحاجة إلى الكهرباء، يتم إطلاق المياه مرة أخرى لتشغيل التوربينات التي تنتجها.

وقال برادكي: "هذا النوع من التخزين موجود بشكل خاص في الدول الاسكندنافية ودول جبال الألب، مثل النمسا وإيطاليا وسويسرا ويمكن استخدامه عندما يتجاوز الطلب على الكهرباء ما يمكننا إنتاجه في تلك اللحظة".

ومن شأن زيادة الترابط أن تجعل إمدادات الكهرباء الخضراء أكثر كفاءة في مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي.

وقال برادكي: "الكهرباء ستكون أرخص لأنه سيتم الحصول عليها من المكان الذي يمكن إنتاجها فيه بأقل الأسعار".

وأضاف أنه علاوة على ذلك، لن يكون من الضروري في كثير من الأحيان "تشغيل محطات الطاقة الاحتياطية باهظة الثمن التي تعمل بضع مئات من الساعات فقط في السنة".

وتُستخدم محطات الطاقة الاحتياطية، مثل تلك التي تعمل بالغاز الطبيعي، حاليًا لتغطية الطلب في أوقات الذروة.

ولكن إذا كان لدى أوروبا شبكة كهرباء مشتركة للطاقة المتجددة، فمن الممكن تلبية هذا الطلب عن طريق تحويل الكهرباء عبر القارة من الأماكن التي تكون فيها رخيصة بشكل خاص في ذلك الوقت إلى أماكن أخرى حيث تكون هناك حاجة إليها.

أخبار ذات صلة

وكالة الطاقة: العالم بحاجة لتسريع جهود تحول الطاقة
وكالة الطاقة تتوقع "فائضا ضخما" في إمدادات النفط بحلول 2029

ما المانع؟

بحسب التقرير، فالمال ليس المشكلة الوحيدة في دولة مثل ألمانيا.

فالكثير من الناس لا يريدون العيش بالقرب من أبراج نقل الكهرباء، خوفا من تأثير خطوط الكهرباء على قيمة ممتلكاتهم أو صحتهم.

وقد دفع ذلك البعض إلى اتخاذ إجراءات قانونية لمنع بناء مشاريع سكنية جديدة قرب خطوط نقل الكهرباء.

ولكن وضع خطوط الكهرباء تحت الأرض ليس حلا أيضا، فهو أكثر تكلفة بكثير، وبما أن الكابلات الكهربائية الدافئة يمكن أن تجفف التربة، فإنها يمكن أن تكون ضارة أيضا بالزراعة.

وقال برادكي إن هذا يعني أن المزارعين مقيدون بما يمكنهم زراعته بالقرب من الكابلات الكهربائية المدفونة.

وقالت مفوضة الطاقة بالاتحاد الأوروبي، كادري سيمونس، إن حل مثل هذه المشكلات هو في كثير من الأحيان يكون عن طريق تمويل هذه المشاريع باستخدام أموال الاتحاد الأوروبي.

ونتيجة لذلك، تم تغيير قواعد بناء شبكات الطاقة عبر أوروبا (TEN-E) لتسهيل الوصول إلى أموال الاتحاد الأوروبي وتسريع العمل.

وتشير تقديرات دراسة أجريت بتكليف من منظمة المائدة المستديرة الأوروبية للصناعة،  إلى أن هناك حاجة إلى استثمارات تصل قيمتها إلى نحو 800 مليار يورو (863 مليار دولار أميركي) في شبكة الكهرباء حتى عام 2030.

وفي نهاية عام 2023، وضعت المفوضية الأوروبية خطة عمل لنفس الفترة الزمنية بتكلفة تقدر بنحو 600 مليار يورو، إلا أنه حتى الآن لم يتم اتخاذ قرار فعلي بالبدء في إنشاء مثل هذه الشبكات.