تحقيق النجاح المالي والوصول إلى مستوى المليونيرات يعد حلماً لكثير من الشباب؛ خاصةً للخريجين الجدد الذين يخطون أولى خطواتهم في الحياة المهنية.
يعتبر التخرج في الجامعة بداية فصل جديد في الحياة، مليء بالفرص والتحديات، ويتطلب من الشباب وضع خطة مالية محكمة لضمان مستقبل مالي مستقر وناجح. هذه المرحلة تتطلب وعياً مالياً وإلماماً بالنصائح المالية التي يمكن أن تمهد الطريق لتحقيق الأهداف المالية الكبيرة.
من الضروري للخريجين الجدد أن يبدأوا بوضع ميزانية شخصية تتيح لهم تتبع نفقاتهم ومدخراتهم بشكل دقيق، إذ تعد القدرة على إدارة الأموال بحكمة أساساً لتراكم الثروة على المدى الطويل. ومن خلال تحديد الأولويات المالية، مثل تسديد الديون وتحقيق الادخار الشهري، يمكن للشباب بناء أساس مالي قوي يساعدهم على تحقيق أهدافهم المالية الكبيرة.
كذلك فإن الاستثمار هو مفتاح رئيسي لتحقيق الثراء، ويتعين على الخريجين الجدد التفكير في تنمية أموالهم من خلال الاستثمار في الأسهم والسندات والعقارات، أو حتى البدء في مشاريعهم الخاصة.
ويشار إلى أن البدء بالاستثمار في وقت مبكر يمنح الشباب ميزة الاستفادة من قوة الفائدة المركبة، مما يمكن أن يؤدي إلى نمو ثروتهم بشكل كبير على مر السنين. بالإضافة إلى ذلك، يتعين على الشباب السعي لتعلم المزيد عن الفرص الاستثمارية المختلفة واستشارة الخبراء الماليين لضمان اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.
نصيحة مليونير عصامي
وربما يجد الكثير من الخريجين أنفسهم أمام معضلة تعلم كيفية إدارة أموالهم بمفردهم، وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو مثيراً ومربكاً في نفس الوقت، إلا أن المليونير العصامي، راميت سيثي، يعتقد بأن هناك خطوة واحدة وصفها بـ "البسيطة نسبياً" يمكن للخريجين الجدد القيام بها والتي ستحدد لهم لتحقيق النجاح المالي في المستقبل.
يقول سيثي: "عليك أن تستثمر 10 بالمئة من راتبك كل عام.. وفي نهاية العام، قم بزيادة ذلك بنسبة 1 بالمئة.. افعل هذا لأطول فترة ممكنة وسوف تصبح مليونيراً"، بحسب ما نقلته عنه شبكة "سي إن بي سي" الأميركية.
وفق سيثي، فإن:
- الطريقة البسيطة للبدء هي شراء صناديق المؤشرات منخفضة التكلفة.
- من خلال الاستثمار في صندوق المؤشرات، يتم توزيع أموالك عبر مجموعة واسعة من الشركات، مما يؤدي إلى تنويع محفظتك تلقائياً.
- بما أن صناديق المؤشرات تهدف ببساطة إلى محاكاة أداء وعوائد مؤشر السوق، فإنها تميل إلى أن تكون تكاليفها أقل من الصناديق المدارة بشكل نشط.
"وإذا كانت نسبة 10 بالمئة تبدو كبيرة بالنسبة لك، فلا داعي للذعر.. فلا بأس أن تبدأ بتخصيص ما تستطيعه جانباً والعمل على تحقيق جزء أكبر من دخلك في المستقبل".
عندما يتعلق الأمر بالاستثمار، فإن المفتاح هو أن تبدأ عاجلاً وليس آجلاً. وذلك لأنه عندما تبدأ مبكراً، فإنك تمنح أموالك وقتاً أطول لتنمو من خلال قوة الفائدة المركبة.
نصائح أساسية
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي، ياسين أحمد، إن هناك اختلافات وفروق فردية بين شباب الخريجين وبعضهم البعض؛ فمن الشباب من يدَّخر من أجل المستقبل، ومنهم من يهتم في المقام الأول بالرفاهية العامة.. و"الحكيم هو من يؤمن مستقبله".
واستعرض في حديثه مع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، بعض النصائح المالية المهمة للشباب خلال فترة ما بعد التخرج، وأهمها:
- وضع الأهداف: لا بد من وضع الأهداف المالية دائماً في بداية أية مهمة؛ لأنها تعتبر أول خطوة نحو إدارة الأموال بإتقان، خاصة أن هذه الأهداف ستكون بمثابة دليل يقود قرارات الفرد المستقبلية، ولا بد أن تُقسم إلى أهداف قصيرة الأجل وأهداف متوسطة وطويلة الأجل.
- وضع ميزانية: بعد تحديد الأهداف والعمل عليها، يتعين وضع ميزانية تتناسب مع الأهداف، حتى تُمكِّن الفرد من إدارة الأموال بحكمة، من خلال تغطية المصروفات الشهرية والادّخار للمستقبل، كما تعطي صورة واضحة عن الدخل الشهري والمصروفات والمدّخرات.
- الاستثمار الآمن: المقصود بالاستثمار الآمن هو الملاذات الآمنة مثل الذهب وصناديق الاستثمار.
- البعد عن المُلهيات: من خلال العمل بشكلٍ جاد والابتعاد عن الأساليب الترفيهية بشكل مستمر أو الإنفاق المفرط، حتى لا يخسر الفرد أمواله شيئاً فشيئا.
- تحقيق الدخل السلبي: أن يكون للخريج مصدر دخل، يُدر له عائداً بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري، وهناك كثير من مصادر الدخل السلبي، مثل عبر الإنترنت وخلافه.
التأهيل لسوق العمل
في السياق ذاته، أكد مدير مركز العاصمة للدراسات، خالد الشافعي، أن الوجهة الأمثل لشباب الخريجين هي "التوجه نحو المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تتناسب مع إمكاناتهم وظروفهم المالية".
وأضاف في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أنه من الضرورة بمكان أن يبدأ الشاب بإعادة تأهيل نفسه من خلال الدورات التدريبية، حتى يكون قادراً على الانطلاق بإمكاناته إلى سوق العمل، ثم يُمكنه أن يختار ويحدد الوظيفة التي تتناسب مع مؤهلاته العلمية.
وأفاد بأن "العمل عن طريق الإنترنت" سواء التسويق الإلكتروني أو خلافه من الفرص المُهمة التي يُمكن للشباب الاعتماد عليها لتحقيق الدخل، لكنه ينصح دائماً بضرورة "الدراسة الدقيقة قبل الانخراط في أي عمل أو توظيف أموال في أي مشروع".
وحال تأسيس الشباب لمشاريع خاصة، فإن النصيحة التي يقدمها الشافعي تتمثل في "البدء برأس مال صغير حتى تظهر الرؤية الكاملة لمشروعه الخاص، والابتعاد عن المغامرة برأسماله حتى ولو كان قليلاً"، مع ضرورة أن يكون الشاب على علم ودراية تامة بالمشروع الخاص به، ولذلك لا بد من اكتساب الخبرات قبل الانخراط والاندماج في العمل بشكل مستقل.
وتحقيق الثراء يبدأ من التخطيط المالي السليم، وإدارة الأموال بذكاء، والاستثمار بحكمة. من خلال الالتزام بهذه النصائح، يمكن للخريجين الجدد أن يضعوا أنفسهم على الطريق الصحيح نحو تحقيق أهدافهم المالية والوصول إلى مستوى الثراء.