"فضيحة قطاع السيارات في اليابان".. عنوانٌ تصدر الواجهة في الأيام القليلة الماضية، بعد الكشف عن خيوط قضية التزويير في اختبارات سلامة السيارات.. فإلى أي مدى يُمكن أن تؤثر تلك الواقعة على الشركات اليابانية وعلى الأسواق الخارجية التي تحظى السيارات اليابانية بمكانة مرموقة فيها؟ وهل تهز الثقة بالقطاع في طوكيو؟

ودخلت أخيراً خمس علامات تجارية كبرى في قطاع صناعة السيارات في التحقيق الذي تجريه الحكومة اليابانية، والذي يدرس كيفية "غش الشركات في الاختبارات الرسمية"، بما في ذلك اختبارات التصادم.

وتمت زيارة المقر الرئيسي لشركة تويوتا موتور في اليابان كجزء من التحقيق في شهادات السلامة الرسمية التي تؤثر على النماذج عبر خمس شركات كبرى لصناعة السيارات في البلاد.

وبعد ساعات من إصدار رئيس مجلس إدارة شركة تويوتا اعتذاراً عن اختبارات الغش في سبعة موديلات، ذهب مسؤولون من وزارة النقل اليابانية إلى مكاتب تويوتا للتحقيق في المخالفات في طلبات الحصول على شهادات السلامة.

  • تم تعليق إنتاج ثلاثة طرازات من تويوتا في اليابان (كورولا فيلدر، وكورولا أكسيو، وياريس كروس).
  • كانت حالات فشل الاختبار في تويوتا، والتي تم الكشف عنها لأول مرة في يناير، واسعة النطاق وشملت اختبارات الاصطدام، واختبار تضخم الوسادة الهوائية وتلف المقعد الخلفي في حوادث الاصطدام.
  • كما تم العثور على تزوير في اختبارات قوة المحرك.

فيما أصرت الشركة على أن النماذج المصنعة في الخارج لن تتأثر، بحسب ما ذكره تقرير لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية، والتي أشارت إلى تورط منافسون آخرون: (مازدا وهوندا وسوزوكي وياماها) فيما وصف بـ "الفضيحة".

أخبار ذات صلة

هل تنجح تعريفات بايدن بالحد من نفوذ السيارات الصينية؟
العجز يتفاقم.. تجارة اليابان تدفع "ثمنا باهظا" بسبب ضعف الين

وتمتلك تويوتا منشأة إنتاج في ديربيشاير (إحدى مقاطعات شرق ميدلاندز في إنجلترا) تقوم بتصنيع كورولا هاتشباك وكورولا تورينج سبورت للسوق الأوروبية.

وقال متحدث باسم وزارة النقل إنه سيتم أيضًا زيارة مكاتب الشركات المتورطة كجزء من التحقيق، الأمر الذي هز الثقة في قطاع السيارات مترامي الأطراف في البلاد.

انعدام التأثير

رئيس اللجنة العامة للسيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية في مصر،  عمر بلبع،  يقول في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إنه من المستبعد أن تؤثر أزمة الاختبارات الخاصة بالسيارات اليابانية على القطاع وسمعة السيارات اليابانية في أية سوق تتواجد بها.

ويضيف: قطاع السيارات في اليابان قطاع متماسك وله سمعته الإيجابية.. وطبيعة السيارات اليابانية تتمتع بعديد من المزايا القوية والتي تدعم تواجدها بقوة في مختلف الأسواق مثل أوروبا وأميركا، آسيا وغيرها، وهو ما يؤكد عدم تأثر القطاع أو السيارات اليابانية بشكل عام بنتائج مثل هذه الأزمة في ضوء القاعدة القوية والمزايا التنافسية الكبيرة التي تتمتع بها طوكيو.

ويوضح خبير صناعة السيارات، أن السيارات اليابانية تتصدر أعلى نسب مبيعات في الأسواق المتواجدة بها، في ضوء استمراريتها وقوة محركاتها وتضاؤل فرص وجود الأعطال الكبرى، وجميعها عوامل تعكس ريادة السيارات اليابانية.

ويشار إلى أن الصين كانت قد تفوقت على اليابان كأكبر مصدّر للسيارات في العالم خلال العام الماضي 2023 بفضل أسطولها من شركات صناعة المركبات الكهربائية، وفق ما أظهرت بيانات نشرتها الرابطة اليابانية لمصنعي السيارات (Jama). وصدّرت الشركات اليابانية 4.42 مليون سيارة وشاحنة وحافلة في عام 2023 بزيادة 16 بالمئة.

أخبار ذات صلة

تويوتا تتعهد بمواصلة النمو بعد تضاعف أرباحها السنوية
"تويوتا موتور" تحقق مستويات إنتاج ومبيعات سنوية قياسية

سلامة المركبات

ويشار إلى أن تويوتا هي أكبر صانع للسيارات في العالم من حيث الإنتاج. وقد عبرت عن مخاوف بشأن إجراءات السلامة الخاصة بها بعد اكتشاف عيوب في عمليات إصدار الشهادات لقسم الشاحنات التابع لها هينو موتورز وفي دايهاتسو قبل عامين.

وقال رئيس المجموعة، أكيو تويودا، في مؤتمر صحافي يوم الاثنين: "نعتذر بشدة.. نحن لسنا شركة مثالية ولكن إذا رأينا أي خطأ فسوف نتراجع خطوة إلى الوراء ونواصل محاولة تصحيحه".

وأبلغت الشركات الأربع الأخرى (مازدا وهوندا وسوزوكي وياماها)  عن اختبارات شهادات غير منتظمة مماثلة.

وأوقفت مازدا إنتاج طرازين هما رودستر ومازدا 2. وقالت إنه تم استخدام برنامج غير صحيح للتحكم في المحرك في الاختبارات. كما اعترفت الشركة كذلك بانتهاكات اختبارات التصادم على ثلاثة طرازات متوقفة.

لكن وبحسب الشركات، فإن أياً من الانتهاكات التي أثيرت في الفضيحة "لا تؤثر على سلامة المركبات"، بحسب ما ذكره تقرير "سكاي نيوز".

أخبار ذات صلة

مبيعات "تسلا" في الربع الأول من 2024.. نتيجة "كارثية"
هل انتهت حقبة تسلا الذهبية؟

انتقادات مبالغ فيها

رئيس رابطة تجار السيارات في مصر،  أسامة أبو المجد، يقول في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن الانتقادات التي تتعرض لها السيارات اليابانية أخيراً والمخاوف المتعلقة بسلامة تلك السيارات في عدد من الأسواق "مبالغ فيها"؛ لا سيما وأن جميع مراكز السيارات وأعلى الماركات عالمياً وبمختلف أنظمتها التشغيلية عادة ما قد تظهر بها بعض المشكلات والعيوب من آن لآخر ويتم التعامل معها.

ويضيف: السيارات اليابانية تعد من أعلى السيارات فيما يخص معدلات السلامة وتتمتع بجودة عالية جداً ومعمرة على المدى الطويل، بالإضافة إلى تمتعها بالثبات وعوامل الأمان المختلفة.

ويشير إلى أن ما تتعرض له اليابان أمر يمكن أن تمر به عديد من الماركات العالمية، لذلك لا ينبغي المبالغة في تصوير المشهد الراهن،  لا سيما في ضوء أن الصناعة اليابانية تعتبر من أجود الصناعات الموجودة على مستوى العالم بصفة عامة والسيارات بصفة خاصة.

ما هي التداعيات المحتملة؟

لكن وبالعودة لتقرير شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، فقد نقل عن رئيس قسم أبحاث التنقل في شركة ماكواري، جيمس هونغ، قوله:  عندما يتعلق الأمر بالمبيعات الفعلية في السوق اليابانية، سيكون الضرر قابلاً للتحكم أو صغيراً جداً؛ لأن المستهلكين ليس لديهم بدائل في اليابان.

وأوصت الشركتان الاستشاريتان بالوكالة، إنستيتيوشنال شيرهولدر سيرفيسيز وجلاس لويس، المساهمين بالتصويت ضد إعادة انتخاب تويودا في الاجتماع العام السنوي المقبل لشركة تويوتا. وقال محللون إنهم يتوقعون أن ينجو تويودا، حفيد مؤسس شركة تويوتا، من التصويت.