اهتمام كبير توليه السعودية لقطاع الطيران، تمثل في صفقات ضخمة ونمو كبير في سعة المقاعد الدولية خلال الفترة الماضي، وسعي لتوطين صناعة الطيران بالمملكة.
فخلال الأسبوع الجاري، وعلى هامش الجلسة الافتتاحية لمنتدى مستقبل الطيران في العاصمة السعودية، الرياض، تم الإعلان عن أكبر صفقة في تاريخ الطيران السعودي، وذلك مع شركة "إيرباص" بإجمالي 105 طائرات لشركتي الخطوط السعودية وطيران أديل.
وقال المدير العام للخطوط الجوية السعودية، إبراهيم العمر، إن المجموعة ستتسلم أول طائرة في الربع الأول من 2026.
وأضاف العمر أن ذلك يأتي بالإضافة إلى 88 طائرة جديدة سوف يتم تسلمها خلال الخمس السنوات القادمة.
الصفقة التاريخية جاءت خلال المؤتمر، والذي شهد الإعلان عن تقرير للهيئة العامة للطيران المدني السعودية، إذ أشار إلى أن قطاع الطيران المدني في المملكة يساهم بمبلغ 53 مليار دولار في الاقتصاد السعودي.
كما أوضح التقرير أن السعودية حققت نمواً في السعة المقعدية الدولية بلغت 123 بالمئة، مقارنة بما كانت علي في فترة ما قبل انتشار فيروس كورونا.
المؤتمر، والذي تنظمه الھيئة العامة للطيران المدني خلال الفترة من 20 إلى 22 مايو 2024، استعرض أيضا فرصاً استثمارية بقيمة تتجاوز 100 مليار دولار.
قطاع الطيران في المملكة
تسعى المملكة العربية السعودية إلى أن تصبح مركزا لوجستيا رائدا لقطاع الطيران في الشرق الأوسط.
فبجانب الصفقة الضخمة من "إيرباص"، من المقرر أن تتسلم الخطوط السعودية 49 أخرى من شركة "بوينغ" بداية من عام 2026.
ومن جهة أخرى، أعلنت السعودية عن تعاونها مع شركتي "بوينغ" و"إيرباص" بهدف الحصول على الموافقة لاستخدام إنتاج الألمنيوم والتيتانيوم المحلي في طائراتهما.
وبحسب العامة للطيران المدني في السعودية، تناقش المملكة أيضًا إنتاج عدد أكبر من مكونات الطائرات محليا، في سعي لتوطين الصناعة داخل البلاد، إذ تستهدف السعودية جذب استثمارات بقيمة 100 مليار دولار في قطاع الطيران بحلول 2030.
وخلال انعقاد المؤتمر، تم توقيع 102 مذكرة تفاهم واتفاقية وصفقة مختلفة بقيمة إجمالية تزيد على 75 مليار ريال (نحو 20 مليار دولار).
وشملت الاتفاقيات خدمات الطيران وأوامر شراء طائرات والشحن والخدمات اللوجستية والتنقل الجوي المتقدم وتنمية الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات والصيانة والإصلاح والتجديد.
ووقعت توقيع الهيئة العامة للطيران العديد من اتفاقيات خدمات النقل الجوي مع كيريباتي وغرينادا ومالاوي ورومانيا وبليز وإريباتي وساو تومي وبرينسيبي وليتوانيا والسلفادور وألبانيا وأوزباكستان بالإضافة إلى الاتفاقيات التي وقعتها في اليوم الأول والتي شملت كلا من موزمبيق ومملكة إسواتيني وكمبيوديا وبروناي دار السلام.
طيران الرياض
السعودية تنتظر أيضا خلال العام القادم بدء تشغيل "طيران الرياض"، والتي وجاء تأسيسها العام الماضي، تماشيا مع استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة، لإطلاق إمكانات القطاعات الواعدة محليا لدعم تنويع الاقتصاد.
وخلال فبراير الماضي، قال الرئيس التنفيذي للعمليات في "طيران الرياض"، بيتر بيلو، إن الشركة تعتزم التشغيل تجاريا بنهاية النصف الأول من عام 2025.
وتخطط شركة "طيران الرياض" لربط العاصمة السعودية بأكثر من 100 وجهة حول العالم، حيث يربط موقعها الاستراتيجي بين القارات الثلاث في آسيا وإفريقيا وأوروبا، بما يساهم في الوصول والربط مع أكثر من 60 بالمئة من سكان العالم في غضون ثماني ساعات طيران، بحسب ما أعلنته الشركة.