في عالم مليء بالتحديات المالية والفرص، يسعى الكثيرون إلى تحقيق النجاح والاستقرار من خلال المشاركة في استثمارات مختلفة.

تحقيق النجاح كمستثمر يعتمد بشكل كبير على القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة والمدروسة فيما يتعلق بإدارة المال والاستثمارات.

ولكن، يبقى السؤال الأهم هنا هو: كيف يمكن للفرد أن يصبح مستثمرًا ناجحًا؟ وما هي السمات والمهارات التي يجب أن تتوافر لدى الشخص حتى يكون مستثمرًا ناجحًا وتؤهله لهذا النجاح، وما هي الأخطاء التي عليه أن يتجنبها؟ وغيرها من الأسئلة التي عادة ما تكون حاضرة بقوة في ذهن من يسعون إلى تحقيق النجاح.

في هذا السياق، تظهر العديد من التحديات التي يواجهها المستثمرون، فضلاً عن مجموعة من المهارات والاستراتيجيات المطلوبة التي يتعين تطويرها لتحقيق النجاح في هذا المجال المتقلب، بينما يتطلب ذلك استكشاف أساليب التخطيط المالي وإدارة المخاطر، بالإضافة إلى فهم مبادئ الاستثمار وأنواع الأصول المختلفة.

علاوة على ضرورة النظر إلى كيفية اختيار الاستراتيجيات المناسبة وتحليل السوق بشكل فعّال لاتخاذ القرارات المستنيرة في مجال الاستثمار.

أخبار ذات صلة

كيف تبدأ مشروعاً جانبياً مربحاً؟
نصائح فعالة لزيادة الدخل.. استثمر وقتك ومواردك بشكل ذكي

مهارات يتعين توافرها

وللإجابة على تلك الأسئلة، قال مدير مركز رؤية للدراسات الاقتصادية، بلال شعيب، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن أي شخص يطمح أن يكون لديه مشروع خاص أو استثمار ناجح لابد أن تتوافر لديه مجموعة من المهارات، معدداً تلك المهارات، على النحو التالي:

  • الحرفية: أن يعمل في حرفة بيديه (المهارة التي يجيدها) حتى تصبح لديه خبرة بتلك الحرفة أو الصنعة.
  • المهارات الإدارية: أن يكتسب الشخص مهارات إدارية خاصة يستطيع من خلالها إدارة استثماره أو مشروعه.
  • التعليم والتدريب: تعلم "أصول البيزنس" وكيفية إدارة الاستثمارات، بأساليب التعلم المتاحة والمتعددة.
  • المهارات الشخصية وتحمل المخاطرة: أن تكون لدى الشخص قدرة على القيادة، ورغبة بأن يكون لديه مشروع عمل حر، قد ينطوي على عدد من المخاطر على عكس العمل التقليدي "الوظيفة"، التي يحصل من خلالها على دخل ثابت وليس دخلًا إضافيًا، لذا يتطلب مواصفات شخصية لديها قدرة على القيادة وتحمل المخاطر والضغوط، سواء كانت ضغوط اقتصادية للمشروع أو كانت حتى ضغوط اجتماعية.
  • رؤية استراتيجية: يبدأ المستثمر بتحديد مجال الاستثمار الذي يستطيع من خلاله تحقيق أرباح، والمجال الذي يبتعد عنه وكذلك المخاطر التي يمكن تقبلها أو قد يتجنبها، وكذلك التعامل مع المتغيرات.

أخطاء شائعة

كما استعرض مدير مركز رؤية للدراسات الاقتصادية، بعض الأخطاء الشائعة التي يتعين على المستثمر أن يتجنبها حتى لا تكون عائقًا لتحقيقه النجاح باستثماره، ومنها:

  • الاستدانة من أجل الاستثمار: البعض لديهم أفكار وطموحات، لكن تلك الطموحات أكبر من قدراتهم ما يدفعهم للاستدانة، مع عدم الخبرة، وعدم قدرة المشروع أو الاستثمار أن يحقق عوائداً في البداية، ما يمثل أكبر خطر لفشل المشروع وصاحبه قد يكون معرضًا للمسائلة القانونية (نظراً لعد الوفاء برد الدين) في بعض الأحيان.
  • افتقاد الخبرة: بأن لا يكون لدى الشخص الخبرة المناسبة لإدارة المشروع أو الاستثمارات المختلفة، وبالتالي يبقى معرضاً لنفس النتيجة بخسارة أمواله.
  • المخاطرة بحجم الاستثمار: حينما يبدأ الاستثمار كبيرًا تكون هناك مخاطرة، وبالتالي لابد أن تتوافر لدى المستثمر ه الخبرة الكافية التي تؤهله لمراحل تطور استثماره بداية من الاستثمار الناشئ ثم مرحلة النضوج التي يتطور خلالها استثماره.

أخبار ذات صلة

لماذا يكره الناس فكرة تحديد الميزانية الشخصية؟
أخطاء مالية متكررة.. احذرها في الخمسينات من عمرك

نصائح تشارلي مونغر

ونقل تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية عن مجموعة من المساهمين في شركة "بيركشاير هاثاواي"، بعضاً من الدروس الاستثمارية المستفادة من نائب رئيس مجلس إدارة الشركة واليد اليمنى للمياردير الأميركي، وارن بافيت، تشارلي مونغر، الذي وافقته المنية العام الماضي.

وباعتباره واحد من أبرز المستثمرين وكان يتمتع بنظرة ثاقبة ورؤية خاصة لإدارة الاستثمارات لا تزال أصداؤها حاضرة بقوة في أوساط المستثمرين، عادة ما كانت نصائحه وتقييماته محل احترام وتقدير، وبوصلة لعديد من المستثمرين.

تقرير الشبكة الأميركية سلط الضوء على ثلاث نصائح رئيسية، يمكن تلخيص فحواها، فيما يلي:

  • الصبر: الصمود لفترة أطول لتحقيق مكاسب أفضل عوضاً عن تحقيق مكاسب سريعة.. ومما قاله مونغر في هذا السياق في وقت سابق (في رسالته للمساهمين في العام 1988): عندما نمتلك أسهماً في الشركات المتميزة ذات الإدارة المتميزة، فإن فترة الاحتفاظ المفضلة لدينا هي إلى الأبد.. وكان يقول أيضاً: أفضل خطوة لك كمستثمر هي الصمود على المدى الطويل.
  • السعي لاستثمارات في شركات جيدة بأسعار معقولة، أكثر فعالية ونجاحاً مقارنة بالبحث عن شركات ضعيفة بأسعار مغرية للغاية.
  • أي استثمار ليس له قيمة جوهرية محددة لا يستحق الشراء.

أخبار ذات صلة

كيف تدير أموالك في الأربعينات من عمرك؟
كيف تخطط لمستقبلك المالي في المراحل العمرية المختلفة؟

نصائح تؤهل للنجاح

وفي سياق متصل، أكد الخبير الاقتصادي، علي عبدالرؤوف الإدريسي، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أن  الصدمات والأزمات الاقتصادية بشكل أو بآخر تتطلب أن يكون الشخص لديه المعرفة الكاملة والمقومات التي تجعله مستثمرًا ناجحًا لمواجهة أثر تلك الصدمات وحالة عدم اليقين المرتبطة باستثماراته.

واستعرض بعض النصائح التي يمكن من خلالها أن يصبح الشخص مستثمرًا ناجحًا، من بينها:

  • أن يحاول قدر المستطاع البدء بمشروع يتسم بـ "المشاركة" ولديه فريق عمل، وهو ما يوفر مخاطرة أقل وفي نفس الوقت يضمن نسب أعلى من النجاح.
  • التخطيط لتقديم منتج أو خدمة يكون بها نوع من أنواع الابتكار، وليس عملاً أو سلعة تقليدية ومعتادة، فمن خلال الابتكار يخلق سوقاً جديدة تضمن له النجاح.
  • حساب فرص الخسارة في رأس المال وليس فرص المكسب فقط.
  • وضع سيناريوهات في حالة التعرض لأية أزمات أو صدمات من الممكن أن تؤثر على المشروع.
  • الدراسة الجيدة للمنافسين، وكذلك دراسة السوق وحجم الاستهلاك والمتغيرات التي قد تؤثر على المشروع سواء كانت بالإيجاب أو بالسلب.
  • ملف التسويق واحد من أهم الملفات المهمة، فلابد أن يتحرك المشروع بناء عليه، بجانب إجراء دراسة جدوى قبل البدء بالمشروع، عن طريقها يمكن تحديد ما إذا كانت هناك جدوى اقتصادية من المشروع أو لا.
  • الاستعانة بالمتخصصين واستشارتهم، إذ يظل العلم والمعرفة والاستعانة بالمتخصصين جزءاً وركناً رئيسياً في نجاح أي استثمار، وبالتالي لابد من استشارة المتخصصين والعاملين في المجال الذي ينوي الشخص الاستثمار فيه حتى يستفيد من خبراتهم وتجاربهم ويوفر خسائر أو صعوبات قد يتعرض لها فيما بعد.