مع التطور المتسارع في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بدأت الفرص المتاحة للوظائف "مرتفعة الأجر" تتوسع خارج نطاق الشهادات الجامعية التقليدية.
يمكن الاستفادة من التقنيات الحديثة والفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي لتمكين الأفراد من دخول سوق العمل وتحقيق نجاح مالي بدون الحاجة إلى درجة جامعية تقليدية.
- تعتمد وظائف الذكاء الاصطناعي المرتبطة برواتب عالية على مهارات تقنية محددة وقدرة على فهم وتطبيق الخوارزميات والتقنيات المتقدمة.
- وبالتالي يمكن للأفراد اكتساب هذه المهارات من خلال دورات تدريبية مختصة وبرامج تعليمية عبر الإنترنت بدلاً من الالتحاق ببرنامج جامعي تقليدي في بعض الأحيان.
يعتبر قطاع الذكاء الاصطناعي من بين أكثر القطاعات التكنولوجية جاذبية للمواهب، إذ يقدم للأفراد المهتمين بتطوير البرمجيات والخوارزميات فرصاً كبيرة للعمل في بيئة ملهمة ومثيرة. كما يمكن للأفراد بناء مشاريعهم الخاصة أو المشاركة في مشاريع مفتوحة المصدر لتعزيز مهاراتهم وكسب خبرة قيمة في هذا المجال.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأفراد المهتمين بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي الاستفادة من مجتمعات تعليمية عبر الإنترنت والمنتديات المتخصصة لتبادل المعرفة والخبرات مع أشخاص ذوي اهتمامات مشتركة.
وظائف جديدة
وفي هذا السياق، كان تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية، قد نقل عن اقتصاديين وخبراء موارد بشرية قولهم إن مستقبل سوق العمل في مجال الذكاء الاصطناعي مشرق، لكن نجاحه ليس مضموناً.
ووفق التقرير، فقد أدى تقديم ChatGPT قبل عامين إلى وضع الذكاء الاصطناعي في صدارة الخطاب العام وخلق مخاوف جديدة للعمال الذين تساءلوا عما إذا كانوا سيشهدون تغييرات جذرية في روتين حياتهم اليومية بسبب الذكاء الاصطناعي أو سيفقدون وظائفهم لصالح نظام أكثر ذكاءً وأسرع. chatbot
- لكن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يخلق فرص عمل أكثر مما يتطلبه الأمر.
- بحلول العام 2025، يتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أنه في حين أن الذكاء الاصطناعي قد يحل محل حوالي 85 مليون وظيفة، فإنه سيخلق أيضًا حوالي 97 مليون وظيفة جديدة.
- أثارت الطفرة المفاجئة للذكاء الاصطناعي موجة من الاستثمار في التوظيف في مختلف الصناعات.
- زادت إعلانات الوظائف على LinkedIn التي تذكر الذكاء الاصطناعي أو الذكاء الاصطناعي الإنتاجي بأكثر من الضعف في جميع أنحاء العالم بين يوليو 2021 ويوليو 2023. وعلى Upwork ، زادت منشورات وظائف الذكاء الاصطناعي بأكثر من 1000 بالمئة في الربع الثاني من عام 2023، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
- قامت شركات مثل Meta وNetflix وAmazon بتعيين المزيد من العمال لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة، حتى أنها قدمت رواتب تصل إلى 900 ألف دولار، وفقًا لتقارير Business Insider
- خلق الذكاء الاصطناعي التوليدي أنواعاً جديدة من الوظائف مثل المهندسين الفوريين وكبار مسؤولي الذكاء الاصطناعي، ودخل في صناعة من المهام الجانبية البعيدة المكونة من ستة أرقام مثل تحرير محتوى الذكاء الاصطناعي والتصميم الجرافيكي.
الشهادة الجامعية
وفي حين أن بعض وظائف الذكاء الاصطناعي تتطلب درجة البكالوريوس، فإن عدداً متزايداً من الوظائف تركز بشكل أكبر على المهارات التقنية وعينات وتجارب العمل.
ونقل التقرير عن المدير التنفيذي لممارسة التكنولوجيا في شركة التوظيف روبرت هاف، ريان ساتون، قوله إن التوظيف القائم على المهارات هو اتجاه يتمتع بقوة باقية في سوق العمل القائمة على الذكاء الاصطناعي.
ويضيف: "خاصة في مجال يتطور بسرعة مثل الذكاء الاصطناعي، هناك الكثير من المبتكرين الذين يتركون الدراسة الجامعية مبكراً أو يقررون عدم الذهاب على الإطلاق للعمل في الشركات الناشئة أو الاندفاع إلى الميدان بدوام كامل.. تريد الشركات التأكد من أنها تقوم بتعيين أفضل المتخصصين في مجال التكنولوجيا، وأن أدوارهم مفتوحة لهؤلاء الأشخاص".
وفي هذا السياق، تشهد منصات العمل الحر مثل Fiverr وUpwork ارتفاعًا في الطلب على خدمات الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن القيام بعديد منها عن بعد، مما يخلق فرص عمل جديدة ومرنة ربما لم تكن موجودة قبل خمس سنوات.
مجالات واسعة
الخبير في تكنولوجيا المعلومات من الولايات المتحدة، الدكتور أحمد بانافع، يقول في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يفتح مجالات واسعة للراغبين في تحقيق دخل مرتفع، حتى دون حصولهم على شهادة جامعية.
ويشير بشكل عام إلى أن هناك الكثير من الطرق التي تمكن الشباب من الحصول على دخل مرتفع في هذا السياق، تتمثل في:
- تعلم المهارات المطلوبة في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال تعلم لغات البرمجة، حيث تُعدّ لغات البرمجة ضرورية لتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
- التعلم الآلي، ويُعدّ هذا المجال فرعًا هامًا من مجالات الذكاء الاصطناعي، حيث يُمكن تعلم بناء نماذج ذكية قادرة على التعلم من البيانات وتحليلها.
- تعلم معالجة اللغة الطبيعية، يُمكن للفرد من خلال هذه المهارة تمكين أجهزة الكمبيوتر من فهم اللغة البشرية والتفاعل معها.
- تعلم الرؤية الحاسوبية، حيث تمكن هذه المهارة من تطوير أنظمة ذكية قادرة على تحليل الصور والفيديوهات.
- الحصول على شهادات مهنية، لا سيما وأنه تتوافر عديد من الشهادات المهنية في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تُقدمها جهات مرموقة مثل Coursera و Udacity و edX. مما تساعد في إثبات المهارات لصاحب العمل وتُعزز من الفرصة في الحصول على وظائف جيدة.
- المشاركة في مشاريع مفتوحة المصدر، وهذه النقطة تساعد الفرد على اكتساب خبرة عملية قيّمة من خلال المشاركة في مشاريع مفتوحة المصدر متعلقة بالذكاء الاصطناعي.
- البدء بعمل تجاري خاص، وذلك من خلال تأسيس شركة خاصة متخصصة في تقديم خدمات الذكاء الاصطناعي، مثل تطوير تطبيقات أو تقديم استشارات.
- العمل الحر، حيث تتوفر عديد من فرص العمل الحر في مجال الذكاء الاصطناعي على منصات مثل Upwork و Fiverr.
- بناء شبكة علاقات، يأتي ذلك من خلال التواصل مع أشخاص يعملون في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يساعد في العثور على فرص عمل أو مشاريع.
- البحث عن فرص تدريب، حيث تقدّم عديد من الشركات برامج تدريبية للمبتدئين في مجال الذكاء الاصطناعي.
- الإطلاع على آخر التطورات، وذلك من خلال متابعة آخر التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال قراءة المدونات والمجلات المتخصصة.
ويشدد بانافع على أن تحقيق النجاح في مجال الذكاء الاصطناعي يتطلب العمل الجاد والمثابرة، مع الاستثمار في تطوير المهارات واكتساب الخبرة، التي تمكن الفرد من تحقيق دخل مرتفع في هذا المجال المُجزِي.
تطبيقات الـ AI
وفي هذا السياق، يشير أخصائي التطوير التكنولوجي، هشام الناطور، إلى أن هناك الكثير من الخطوات التي يمكن لمن لا يمتلكون شهادة جامعية تحقيق دخل مرتفع من خلالها بالاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة.
ويضيف في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أن من بين أبرز هذه العوامل:
- تعليم المهارات المطلوبة عبر الإنترنت مثل البرمجة وعلوم البيانات وتطوير الذكاء الاصطناعي.
- المشاركة في دورات تدريبة مجانية أو بدفع مبالغ زهيدة عبر الإنترنت، والعمل على مشاريع واقعية لتقوية السيرة الذاتية، من أجل البحث عن فرص عمل مستقلة "" Freelance بتقنيات الذكاء الاصطناعي، لتقديم خدمات بناء على تلك المهارات التي تعلموها، مما يعزز من السيرة الذاتية للفرد والحصول على وظيفة ودخل مرتفع، بالإضافة على الاستفادة التي سيحصلون عليها من تلك الدورات.
- المشاركة في مشاريع تطبيقية واقعية لتطبيق المهارات التي تعلموها بمجالات مختلفة مثل تطوير تطبيقات التعليم الآلي والتحليل البياني.
- الحصول على فرص عمل مربحة من خلال عمل Freelance ببعض المواقع مثل Freelance، arabsstock، Lynda، حيث تقبل هذه المواقع الأعمال المستقلة مقابل تقديم خدمات مثل الخدمات الرقمية والتكنولوجية.
- البحث عن فرص عمل ذات مهارات متوسطة، فبعض الشركات مستعدة لتوظيف الأفراد ذات المهارات المتوسطة في مجال الذكاء الاصطناعي بدلا من الشهادات الجامعية، خاصة في الوظائف ذات الطابع التطبيقي.
- تحديد مكان معين داخل تقنيات مجالات الذكاء الاصطناعي، مثل التعلم الآلي، ومعالجة اللغة الطبيعية، ورؤية الحاسوب، وتحسين المهارات في هذا المجال، لتقديم خدمات متخصصة ومطلوبة.
- ربط أدوات الذكاء الاصطناعي ببعضها، مثل "تعديل الصور" من خلال دمج الألوان والكتابة والعناصر والاحجام والنوعية، للحصول على نتيجة واحدة.
ويؤكد الناطور، أن هذا التخصص يعود على الفرد بعديد من المكاسب والخبرات، كونه "فريد من نوعه"، حيث يصبح الفرد لديه مهارات في مجالات التكنولوجيا المختلفة، رغم عدم حصوله على شهادة جامعية.
ويتابع شهدت اقتصاديات كثير من الدول في الآونة الأخيرة عديداً من الأزمات، وانهيار بعض العملات المحلية، إضافة إلى الصراعات في كثير من بلدان العالم، كما أن البعض واجه الكثير من تلك التحديات نتيجة لهذه الأوضاع المضطربة، وبالتالي فإن الفرص والعوامل السابقة المذكورة تعد بمثابة حائط صد في مواجهة تداعيات تلك الأزمات، لاسيما لا أن تلك الوظائف وفرص العمل لا ترتبط بمكان محدد، ولكن ترتبط بتقديم خدمات للأفراد والشركات والمؤسسات خارج البلاد في كثير منها، وبالاستفادة من الذكاء الاصطناعي.