وقعت شركة قطر للطاقة عقداً بقيمة ستة مليارات دولار مع مؤسسة الصين الحكومية لبناء السفن، بهدف بناء 18 ناقلة غاز طبيعي مسال متطورة من فئة كيو سي-ماكس، حسبما أعلنت الشركة الخليجية، الإثنين، مؤكدة أن هذا العقد هو "أكبر طلبية لبناء السفن في هذه الصناعة على الإطلاق".
وأضاف التلفزيون أنه جرى توقيع الاتفاقية في مراسم اليوم الاثنين. وستبلغ سعة كل سفينة 271 ألف متر مكعب.
وفي مارس، قالت قطر للطاقة إنها أنهت عددا من عقود الإيجار مع العديد من ملاك السفن الآسيويين لتعزيز أسطولها من الشحن بنحو 19 ناقلة للغاز الطبيعي المسال قبل توسع هائل مزمع في إنتاج الغاز الطبيعي المسال.
وتشمل توسعة مشروع حقل الشمال الذي تنفذه شركة قطر للطاقة، أكبر مُصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، إضافة ثمانية خطوط للغاز الطبيعي المسال سترفع قدرة قطر على التسييل من 77 مليون طن سنويا إلى 142 مليون طن سنويا بحلول عام 2030، أي بزيادة قدرها 85 بالمئة في الإنتاج.
وستسلّم مؤسسة الصين الحكومية لبناء السفن ثماني ناقلات من فئة كيو سي-ماكس في عامي 2028 و2029، وتُسلّم الناقلات العشر الأخرى في عامي 2030 و2031.
وسيتم بناء السفن الجديدة، التي يبلغ حجم كل منها 271 ألف متر مكعب، في حوض هودونغ-جونغوا لبناء السفن في الصين، وهي شركة مملوكة بالكامل لمؤسسة الصين الحكومية لبناء السفن المحدودة، حسبما أعلنت شركة قطر للطاقة في بيان، بعد حفل التوقيع في بكين.
وقال وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة، والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة سعد بن شريده الكعبي في كلمة له خلال حفل التوقيع "هذه السفن، التي تعتبر الأكثر تطوراً وتبلغ قيمتها حوالي ستة مليارات دولار، ليست فقط أكبر الناقلات من حيث الحجم، ولكنها أيضاً أكبر طلبية لبناء السفن في هذه الصناعة على الإطلاق".
وتعد قطر إحدى الدول الرئيسية في العالم في مجال إنتاج الغاز الطبيعي المسال، إلى جانب الولايات المتحدة وأستراليا وروسيا.
وتشكل الدول الآسيوية وبينها الصين واليابان وكوريا الجنوبية أبرز مستهلكي الغاز القطري، لكن طلب الدول الأوروبية زاد عليه أيضاً منذ أن أدت الحرب في أوكرانيا إلى تعقيد إمدادات الغاز الروسي.
وفي عام 2023، كانت الصين أكبر سوق للغاز الطبيعي المسال القطري بما يقارب 17 مليون طن، بحسب البيان.
وكانت قطر للطاقة قد أعلنت الشهر الماضي استكمال التوقيع على عقود تأجير طويلة الأمد لما مجموعه 104 ناقلات من الحجم التقليدي (174 ألف متر مكعب) و"هو ما يشكل أكبر برنامج لبناء وتأجير ناقلات الغاز في تاريخ الصناعة على الإطلاق".
وتأتي خطط قطر للطاقة لتوسيع أسطولها من ناقلات الغاز الطبيعي المسال في أعقاب سلسلة إعلانات عن عقود طويلة الأجل لتوريد للغاز من قطر.
وفي الأشهر الأخيرة، عقدت قطر اتفاقات مع "توتال" الفرنسية، و"شل" البريطانية، و"بترونت" الهندية، و"إيني" الإيطالية، وشركات أخرى.
وفي نوفمبر وافقت قطر على توريد ثلاثة ملايين طن من الغاز سنويا لمؤسسة الصين للبتروكيماويات "سينوبك" لمدة 27 عاما، في ثاني صفقة من نوعها مع الشركة الصينية. وأعلنت قطر للطاقة عن اتفاق يمنح شركة النفط الصينية العملاقة حصة إضافية في مشروع توسعة حقل الشمال للغاز.
وهذا المشروع الذي بدأ العمل به العام الماضي يحتوي على أكبر احتياطات الغاز الطبيعي في العالم.
وتقدر شركة قطر للطاقة أن حقل الشمال يحتوي على نحو 10 في المئة من احتياطات الغاز الطبيعي المعروفة في العالم.