قال رئيس مجلس إدارة البنك التجاري الدولي - مصر، هشام عز العرب، لسكاي نيوز عربية، إنه لأول مرة تستهدف الدولة المصرية حكومة وبنكا مركزيا محاربة التضخم وليس استهداف سعر محدد للجنيه مقابل الدولار.
"في كل المرات السابقة التي يتم فيها اتخاذ قرار بشأن تعديل سعر الصرف.. كان الهدف هو استهداف سعر الدولار، وبالتالي تسخير كل إمكانات الدولة من أجل تثبيت سعر العملة، لكن هذه المرة لأول مرة نتكلم عن استهداف التضخم، وبالتالي سيتم تسخير كل جهود الدولة من أجل محاربته لأنه السبب وراء كل ما يحدث من ضعف العملة ووجود سعرين للدولار أو أكثر"، بحسب ما قاله عز العرب.
وأضاف رئيس مجلس إدارة البنك التجاري الدولي، أن "المهم بالنسبة للمواطن هو التضخم الذي يؤثر على الأسعار ومعيشته".
واستقرت العملة المصرية عند نحو 49.5 جنيه للدولار، خلال تعاملات الخميس، بعد يوم من سماح البنك المركزي للعملة بالانخفاض وتعهده بالتحول إلى نظام صرف أكثر مرونة بالتزامن مع توقيع مصر على برنامج موسع بقيمة ثمانية مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي.
وقال محافظ البنك المركزي المصري، حسن عبد الله، في مؤتمر صحفي الأربعاء، إن البنك المركزي ترك سعر صرف العملة المحلية "الجنيه" تحدده قوى العرض والطلب في الأسواق.
وأكد المحافظ أن "البنك لم يعد يستهدف سعر صرف محددا للعملة.. نحن سنترك تحديده لآليات السوق، ولكن قد نتدخل إذا لاحظنا حركة سريعة وغير منطقية".
وفي مقابلته مع سكاي نيوز عربية، قال عز العرب، إن الموارد الدولارية التي حصلت عليها مصر مؤخرا سواء فيما يتعلق بصفقة رأس الحكمة أو غيرها، ستسهم في سد الفجوة الدولارية خلال الثمانية عشر شهرا المقبلة، مشيرا إلى أنها ستسهم أيضا في الحد من الدولرة والسوق الموازية.
وقال إن السبب وراء عمليات الدولرة التي كانت تحدث في الفترة الماضية هو "عدم الثقة في قدرة مصر على الوفاء بالتزاماتها الدولية".
وأكد هشام عز العرب على أهمية التنسيق والتعاون بين الحكومة والبنك المركزي من أجل الخروج من الأزمة الاقتصادية، باعتبار ما جرى من إجراءات في الأيام الماضية مجرد بداية لابد أن يتبعها إجراءات مستدامة للتعامل بجدية مع الإصلاحات الأخرى الضرورية، والتي على رأسها السيطرة على عجز الموازنة الذي يرى أنه السبب الرئيسي وراء التضخم.
"السبب الرئيسي للتضخم في مصر هو عجز الموازنة.. الذي ينتج عنه سحب الحكومة على المكشوف من البنك المركزي، وبالتالي زيادة المعروض النقدي، وبالتالي يزيد التضخم، وينتج عنه ضعف العملة"، بحسب ما قاله عز العرب.
وأضاف أن الإيرادات التي حصلت عليها الحكومة مؤخرا لابد أن يتم استخدامها من أجل إغلاق حساب السحب على المكشوف من البنك المركزي، بحيث يتم تقليص المعروض النقدي من السوق، بما يؤدي إلى انحسار التضخم.
وأكد عز العرب على ثقته في الاقتصاد المصري، وقدرته على توليد الإيرادات، وما لديه من أصول قوية، وأن "المهم هو التعلم من أخطاء الماضي"، ومواصلة الإصلاحات دون انقطاع.